صفاء نور الزهراء
10-25-2010, 11:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين بجميع محامده
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجّل فرجهم يارب العالمين
السلام عليك مولاي ياأباصالح المهدي ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن أمير المؤمنين عليه السلام: "تنافسوا في المعروف لإخوانكم وكونوا من أهله، فإن للجنة باباً يقال له المعروف، لا يدخله إلا من اصطنع المعروف في الحياة الدنيا فإن العبد ليمشي في حاجة أخيه المؤمن فيوكّل اللَّه به ملكين، واحداً عن يمينه وآخر عن شماله، يستغفران له ربّه ويدعوان بقضاء حاجته..."1.
عجيب امر هذا الرجل إنها المرة الرابعه التي يأتيني مستشفعاً لقضاء حوائج أهل هذه البلده وهي المره الرابعه التي ارد شفاعته بكل حزم بل بكل خشونه !! فهل ياترى سيعاود الشفاعه لهؤلاء عندي مرة خامسة ؟
كانت هذه الكلمات تتدفق في ذهن مدير الناحية الجديد وهو يدق النظر في الخطوات المطمئنه التي كان يغادر بها غرفته الطويلة رجل قد شارف العقد السابع من عمره تعلوه ملامح الهيبة والوقار مشوبة ببعض الاذى فقد رفضت شفاعته في مظلوم .
لم يكن اذاه من الموقف الخشن الذي واجهه به هذا الحاكم الاداري الجديد لبلدته والإهانه لشيبته ، بل كان جل اذاه من خيبة الامل التي سيشعر بها ذلك المظلوم الذي ينتظره عند الطرف الأخر للباب ، عندما خرج تلقاه المظلوم ليسأله بلهفه عن النتيجه فقال له : اصبر قليلاً ياولدي عسى الله تعالى ان يجعل لك مخرجاً فإن مع العسر يسرين .
مضت ايام قلائل على هذه الحادثة وفي ضحى يوم جديد دخل غرفة الحاكم الجديد مدير مكتبه ليخبره بأن الحاج يتنظر الدخول لأمر له معك ، تفجر المدير وهو يسمع ذكره وقال : ألا يمل هذا الحاج من مراجعتي في حوائج الناس ! فقال له مدير مكتبه بهدوء أنه ياسيدي لم يراجع احد من مسؤولي البلده لحاجة لنفسه ابداً لكنه لا يبخل بما استطاع من جهد لقضاء حوائج الناس وكان المدير السابق يصغي لما يقوله ويقبل شفاعته فقد وجد فيه إخلاص في الشفاعه لا يشوبه شيء من المطامح الشخصيه ، قاطعه المدير بغضب ولكني لست ساذجاً كالمدير السابق لا نخدع به إنه يريد ان يكسب وجاهه بين الناس بمثل هذه الشفاعات ادخله عليّ سألقنه هذه المرة درساً يبعث البأس في قلبه فلا يعاود بعدها مراجعتي ولا غيري من مسؤولي الناحية .
مرت دقائق قبل دخول الحاج وحاكم البلده يحضر في ذهنه ما سيقوله له وما ان دخل بادره بكلمات مشبعه بالكثير من الغلظه وقساوة القلب : اسمع يارجل لن اسمع لك قولاً في هذه الامور حتى لو راجعتني مائة مرة فكف عن مراجعتي وصن شيبتك عن هذه المهانه فذلك خير لك.
لم يكن متوقعاً ان تصدر مثل هذه الكلمات من شخص مهمته الأولى متابعة هذه الامور التي يأتيه الحاج لاجلها ولكن الاشد غرابة والابعد عن التوقع ماكان من جواب الحاج فقد إجابه بكلمات مفهمه بالطمأنينه : قد قلت ماقلت ياولدي فاسمع مني جواب لو رددت شفاعتي الف مرة فلن اكف عن مراجعتك أو مراجعة غيرك في قضاء حوائج المؤمنين ورفع ظلامات المظلومين .
وما جدوى هذه المراجعات وانت تعرض شيبتكِ للإهانه دونما طائل ؟ قال الحاكم بغضب .
فأجابه الحاج دعني اتاجر مع الله بهذه الشيبه في السعي لقضاء حوائج الناس فما كان لله فهو يعطي ثماره عاجلاً أو أجلاً والخير كل الخير في قضاء حوائج الناس وفي معونة المؤمنين ودفع المكروه عنهم .
غادر الحاج الغرفة ليترك كلماته ترن طويلاً في ذهن الحاكم وتطرق ابواب قلبه ، لقد اراد الحاكم الشاب ان يلقن الحاج درساً يجعله يكف عن مراجعته فتلقى منه درساً من نمط آخر جعله اسير إخلاص هذا الشيخ الوقور ، هزه هذا الموقف ودفعه لإعاده النظر في الكثير من قناعاته السابقة .
اخذا الحاكم يتسأل لماذا يبذل كل هذا السعي لهؤلاء لابد ام في الامر سر ينبغي ان اعرفه وقال لماذا لا اذهب إليه مباشره لاسأله عن سر اندفاعه هذا ، لم تطاوعه نفسه بادي الامر فاستكبرت ولكنه طوعها واخضعها لحكم عقله الذي هداه إلى ان الخير كل الخير فيما عليه هذا الشيخ الوقور وذهب إلى منزله .
دخل عليه في منزله فرحب به الحاج واستقبله بطريقة تكشف أنه كان ينتظره ! فقال الحاكم لي حاجة اريد ان تقضيها لي ياحاج فهل انت فاعل ؟ فأجابه : على الرحب والسعه ياولدي فأخبره بما يدور في ذهنه وسأله لماذا قلت ان الخير كل الخير في قضاء حوائج الناس ؟
فأجابه الشيخ : كنت محباً منذ صغري للعباده والطاعه ولكني كنت اجد صعوبة في مواجهة مايصدني عن طاعة الله فطلبت منه تعالى ان يعينني على ذلك فهداني رسوله صلى الله عليه وآله ان الله في عون المؤمن مادام المؤمن في عون اخيه المؤمن ومن نفس عن اخيه المؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه سبعين كربه من كرب الآخره .
تابع الشيخ حديثه قائلاً احببت أهل البيت عليهم السلام واحببت ان اكون منهم فوجدتهم باذلين انفسهم في قضاء حوائج الناس فعلمت ان الخير في ذلك .
اردت الإلتحاق بهم فهداني الإمام الكاظم عليه السلام إلى سبيل ذلك في قوله ان خواتيم اعمالكم قضاء حوائج اخوانكم والإحسان إليهم ماقدرتم وإلا لم يقبل منكم عمل حنو على اخوانكم وارحموهم تلحقوا بنا .
سعيت للعمل بأفضل الاعمال عند الله تعالى فهداني الإمام الصادق عليه السلام الى احب الاعمال فقال احرصوا على قضاء حوائج المؤمنين وادخال السرور عليهم ودفع المكروه عنهم فانه ليس من الاعمالاحب عند الله عزّ وجلّ بعد الإيمان افضل من إدخال السرور على المؤمنين .
و كان الحاكم الشاب يصغي بإهتمام لما يقوله الشيخ .
يقول الإمام الخميني قدس سره: "ليهيء الأحبة الأعزاء أنفسهم لخدمة الإسلام والشعب المحروم وليشدوا الأحزمة لخدمة العباد التي تعني خدمة اللَّه".
اعاننا الله المعين وإياكم على خدمة اخواننا المؤمنين والمؤمنات إله الحق آمين يارب العالمين
.......................
إذاعة طهران مع بعض التغير البسيط
شبكة المعارف الاسلامية
1- جامع السعادات، ج2، ص238.
حفظكم الإله وسددكم ببركة الصلاة على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف
وصلِّ اللهم على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجّل فرجهم ياكريم يارب العالمين
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجّل فرجهم يارب العالمين
السلام عليك مولاي ياأباصالح المهدي ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن أمير المؤمنين عليه السلام: "تنافسوا في المعروف لإخوانكم وكونوا من أهله، فإن للجنة باباً يقال له المعروف، لا يدخله إلا من اصطنع المعروف في الحياة الدنيا فإن العبد ليمشي في حاجة أخيه المؤمن فيوكّل اللَّه به ملكين، واحداً عن يمينه وآخر عن شماله، يستغفران له ربّه ويدعوان بقضاء حاجته..."1.
عجيب امر هذا الرجل إنها المرة الرابعه التي يأتيني مستشفعاً لقضاء حوائج أهل هذه البلده وهي المره الرابعه التي ارد شفاعته بكل حزم بل بكل خشونه !! فهل ياترى سيعاود الشفاعه لهؤلاء عندي مرة خامسة ؟
كانت هذه الكلمات تتدفق في ذهن مدير الناحية الجديد وهو يدق النظر في الخطوات المطمئنه التي كان يغادر بها غرفته الطويلة رجل قد شارف العقد السابع من عمره تعلوه ملامح الهيبة والوقار مشوبة ببعض الاذى فقد رفضت شفاعته في مظلوم .
لم يكن اذاه من الموقف الخشن الذي واجهه به هذا الحاكم الاداري الجديد لبلدته والإهانه لشيبته ، بل كان جل اذاه من خيبة الامل التي سيشعر بها ذلك المظلوم الذي ينتظره عند الطرف الأخر للباب ، عندما خرج تلقاه المظلوم ليسأله بلهفه عن النتيجه فقال له : اصبر قليلاً ياولدي عسى الله تعالى ان يجعل لك مخرجاً فإن مع العسر يسرين .
مضت ايام قلائل على هذه الحادثة وفي ضحى يوم جديد دخل غرفة الحاكم الجديد مدير مكتبه ليخبره بأن الحاج يتنظر الدخول لأمر له معك ، تفجر المدير وهو يسمع ذكره وقال : ألا يمل هذا الحاج من مراجعتي في حوائج الناس ! فقال له مدير مكتبه بهدوء أنه ياسيدي لم يراجع احد من مسؤولي البلده لحاجة لنفسه ابداً لكنه لا يبخل بما استطاع من جهد لقضاء حوائج الناس وكان المدير السابق يصغي لما يقوله ويقبل شفاعته فقد وجد فيه إخلاص في الشفاعه لا يشوبه شيء من المطامح الشخصيه ، قاطعه المدير بغضب ولكني لست ساذجاً كالمدير السابق لا نخدع به إنه يريد ان يكسب وجاهه بين الناس بمثل هذه الشفاعات ادخله عليّ سألقنه هذه المرة درساً يبعث البأس في قلبه فلا يعاود بعدها مراجعتي ولا غيري من مسؤولي الناحية .
مرت دقائق قبل دخول الحاج وحاكم البلده يحضر في ذهنه ما سيقوله له وما ان دخل بادره بكلمات مشبعه بالكثير من الغلظه وقساوة القلب : اسمع يارجل لن اسمع لك قولاً في هذه الامور حتى لو راجعتني مائة مرة فكف عن مراجعتي وصن شيبتك عن هذه المهانه فذلك خير لك.
لم يكن متوقعاً ان تصدر مثل هذه الكلمات من شخص مهمته الأولى متابعة هذه الامور التي يأتيه الحاج لاجلها ولكن الاشد غرابة والابعد عن التوقع ماكان من جواب الحاج فقد إجابه بكلمات مفهمه بالطمأنينه : قد قلت ماقلت ياولدي فاسمع مني جواب لو رددت شفاعتي الف مرة فلن اكف عن مراجعتك أو مراجعة غيرك في قضاء حوائج المؤمنين ورفع ظلامات المظلومين .
وما جدوى هذه المراجعات وانت تعرض شيبتكِ للإهانه دونما طائل ؟ قال الحاكم بغضب .
فأجابه الحاج دعني اتاجر مع الله بهذه الشيبه في السعي لقضاء حوائج الناس فما كان لله فهو يعطي ثماره عاجلاً أو أجلاً والخير كل الخير في قضاء حوائج الناس وفي معونة المؤمنين ودفع المكروه عنهم .
غادر الحاج الغرفة ليترك كلماته ترن طويلاً في ذهن الحاكم وتطرق ابواب قلبه ، لقد اراد الحاكم الشاب ان يلقن الحاج درساً يجعله يكف عن مراجعته فتلقى منه درساً من نمط آخر جعله اسير إخلاص هذا الشيخ الوقور ، هزه هذا الموقف ودفعه لإعاده النظر في الكثير من قناعاته السابقة .
اخذا الحاكم يتسأل لماذا يبذل كل هذا السعي لهؤلاء لابد ام في الامر سر ينبغي ان اعرفه وقال لماذا لا اذهب إليه مباشره لاسأله عن سر اندفاعه هذا ، لم تطاوعه نفسه بادي الامر فاستكبرت ولكنه طوعها واخضعها لحكم عقله الذي هداه إلى ان الخير كل الخير فيما عليه هذا الشيخ الوقور وذهب إلى منزله .
دخل عليه في منزله فرحب به الحاج واستقبله بطريقة تكشف أنه كان ينتظره ! فقال الحاكم لي حاجة اريد ان تقضيها لي ياحاج فهل انت فاعل ؟ فأجابه : على الرحب والسعه ياولدي فأخبره بما يدور في ذهنه وسأله لماذا قلت ان الخير كل الخير في قضاء حوائج الناس ؟
فأجابه الشيخ : كنت محباً منذ صغري للعباده والطاعه ولكني كنت اجد صعوبة في مواجهة مايصدني عن طاعة الله فطلبت منه تعالى ان يعينني على ذلك فهداني رسوله صلى الله عليه وآله ان الله في عون المؤمن مادام المؤمن في عون اخيه المؤمن ومن نفس عن اخيه المؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه سبعين كربه من كرب الآخره .
تابع الشيخ حديثه قائلاً احببت أهل البيت عليهم السلام واحببت ان اكون منهم فوجدتهم باذلين انفسهم في قضاء حوائج الناس فعلمت ان الخير في ذلك .
اردت الإلتحاق بهم فهداني الإمام الكاظم عليه السلام إلى سبيل ذلك في قوله ان خواتيم اعمالكم قضاء حوائج اخوانكم والإحسان إليهم ماقدرتم وإلا لم يقبل منكم عمل حنو على اخوانكم وارحموهم تلحقوا بنا .
سعيت للعمل بأفضل الاعمال عند الله تعالى فهداني الإمام الصادق عليه السلام الى احب الاعمال فقال احرصوا على قضاء حوائج المؤمنين وادخال السرور عليهم ودفع المكروه عنهم فانه ليس من الاعمالاحب عند الله عزّ وجلّ بعد الإيمان افضل من إدخال السرور على المؤمنين .
و كان الحاكم الشاب يصغي بإهتمام لما يقوله الشيخ .
يقول الإمام الخميني قدس سره: "ليهيء الأحبة الأعزاء أنفسهم لخدمة الإسلام والشعب المحروم وليشدوا الأحزمة لخدمة العباد التي تعني خدمة اللَّه".
اعاننا الله المعين وإياكم على خدمة اخواننا المؤمنين والمؤمنات إله الحق آمين يارب العالمين
.......................
إذاعة طهران مع بعض التغير البسيط
شبكة المعارف الاسلامية
1- جامع السعادات، ج2، ص238.
حفظكم الإله وسددكم ببركة الصلاة على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف
وصلِّ اللهم على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجّل فرجهم ياكريم يارب العالمين