المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في ذكرى وفاة العالم الرباني .. السيد القاضي رضوان الله عليه


سرّ؛فاطمة؛المكنون(ع)
02-10-2011, 04:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرج قائمهم وفرج عنا بحقهم ياكريم

اليوم 6 - ربيع الاول يصادف وفاة العارف الكامل آية الله السيد علي القاضي (رضوان الله عليه )

ومن المعلوم ان هذا العارف الكبير وصل في السير والسلوك الى مقامات عظيمه جدا وتتلمذ على يديه الكثير من العرفاء الاجلاء ..

لذلك وفاء وعرفانا وامتنانا الى هذا العارف العالم العامل وتقربا الى الله والى الامام الحجة المنتظر (عجل الله فرجه ) نعرض لكم هذه السيرة المباركة ,,,,


ولادته ونشاته


ولد السيد علي بن حسين القاضي الطباطبائي سنة 1283 هجري قمري في مدينة تبريز .

بدا دراسة العلوم الادبية والدينية منذ صباه على يد والده واخرين .

وبعد بلوغه السادسة والعشرين من العمر هاجر الى النجف الاشرف و تتلمذ فيها على اكابر علمائها كالمامقاني والخراساني والشرابياني وحسين الخليلي , وقد حضر عند الاخير دروس تهذيب الاخلاق وكان مشغوفا به ويكن له اعلى درجات الاحترام .

وبعد ان انهى دراساته العلمية في الفقه والاصول اتجه نحو تزكية نفسه بشكل كامل برعاية ثلة من عرفاء عصره , وعلى رأسهم السيد مرتضى الكشميري الذي تتلمذ على يديه عشر سنوات والسيد احمد الكربلائي المعروف بواحد العين الذي قضى معه سنوات عديدة في مناهج السلوك, والشيخ محمد البهاري , وكلاهما من تلاميذ حسين قلي الهمداني الذي ينسب اليه مجموعة من عرفاء النجف الاشرف , وفي غضون عدة سنوات طلب منه السيد احمد الكربلائي ان يتولى معه تربية تلاميذه .

وطبعا السيد القاضي كان قد امضى فترات طويلة قبل مجيئه الى النجف الاشرف في تزكية نفسه .

وكان والده قد امره في اوائل شبابه ان يحضر عند استاذ الاخلاق العارف امام قلي النحجواني عدة ساعات في اليوم .

وكان استاذه النخجواني هو الذي وضع حجر الاساس في البناء العرفاني لشخصية السيد القاضي .

وعنما هاجر امام قلي الى النجف الاشرف سمح السيد حسين القاضي لولده بالهجرة ايضا الى النجف الاشرف وملازمة امام قلي فيها .

كان السيد علي متزوجا من عدة نساء وله اولاد كثيرون , وكان في وضعه المادي فقير جدا , ومع ذلك فلم يكن يبدو عليه اي قلق لذلك , ولم تاخذ الحاجة المادية حيزا في تفكيره وهمه , بل كان تفكيره وهمه في عبادة الله عز وجل فقط , وكان يقول : الافضل لي ان ابقى فقيرا لان في ذلك تحسن حالتي الروحية والمعنوية , بينما تنقلب الحالة عند بعض اخر كاستاذي الشيخ محمد البهاري فان تحسن حالته الروحية مرتبط بتحسن حالته المادية , فكان يعمل بمهنة الصياغة ووضعه المالي جيد جدا .

وكان فقره المدقع موضع تعجب اصدقائه والمقربين اليه , ومن صور فقره انه لم يكن يمتلك في داره غير حصير من الخوص , وكان مع عياله يقضون اكثر اوقاتهم في الليل في ظلام دامس لانه لم يكن يمتلك مالا يشتري به نفطا قليلا يضعه في الفانوس .

ومن قصص فقره ما حكي عن العلامة الطباطبائي صاحب تفسير الميزان يقول : اشتدت حاجتي الى المال حاجة شديدة فقررت الذهاب الى استاذي السيد القاضي لكي اقترض منه مبلغا يسيرا ريثما يرسلوا لي المال من ايران , وعندما جلست عنده جاء احد اولاده من الكوفة وقال له : ان امي قد وضعت مولودها ونحن بحاجة الى شيء من المال , فمد السيد القاضي يده في جيبه فلم يجد شيئا فقال لولده : ليس عندي شيء من المال كما ترى .

فقال ولده : اعطني عدة سجائر لكي نعطيها كاكرامية للقابلة على الاقل , فقال السيد القاضي : وليس عندي شيء من ذلك ايضا .

يقول العلامة الطباطبائي : ومع ذلك فقد قضى السيد القاضي حياته بكل هدوء وطمأنينة بنحو يثير الدهشة والاستغراب .

ومن صور فقره ان صاحب الدار التي كان يستاجرها السيد رمى باثاثه مرة في الشارع لانه لم يكن قادرا على دفع الايجار , فاخذ عائلته وسكن في احدى غرف مسجد الكوفة المعدة لاستقبال الزوار .

اخلاقه

لقد كان السيد القاضي صاحب خلق رفيع قد هذب نفسه تهذيبا كاملا من رذائل الاخلاق كالغرور والتكبر وحب الرئاسة والمدح وحب الدنيا ....الخ , وتحلى بالصفاة المحمودة كالتواضع والتذلل للمؤمنين وحب الفقراء والضعفاء والمساكين ومساعدتهم والكرم والشجاعة والرضا والقناعة .....الخ .

وبالجملة فقد كان انسانا قد تحرر من شهواته الحيوانية وصار موجودا ملكوتيا يعاين عالم الملكوت وتنكشف له حقائق الوقائع والاحداث ويرى حقيقة الاشخاص .

وكان يشتري حاجياته بنفسه ويحملها الى داره , فكان يشتري الخضار والفواكه التي لا يرغب فيها احد ويحملها بطرف رداءه ويجتازبها الاسواق ذاهبا بها الى بيته , وعندما سئل عن سبب رغبته في شراء ما يزهد به الاخرون قال : ان البائع الفلاني مثلا فقير , وقد اشترى الناس منه الخضار والفاكهة الجيدة , وبقيت هذه لا مشتري لها وانا اعلم انه سيرميها قبيل الظهر في المزبلة , وانا اود مساعدته من غير ان يذهب ماء وجهه او يتعلم على تناول الصدقة من الناس ويترك الكسب الحلال , فاشتريها منه , وفي نفس الوقت فان هذه الخضار والفاكهة تؤدي نفس اثر الخضار والفاكهة الطازجة .

ومن قصص تواضعه ما نقله السيد عبد الكريم الكشميري يقول : كنت في زيارته احد الايام فقدم لي تمرا , وقد طلب مني عدة مرات تناول شيئا منه ولكني لم افعل لعدم رغبتي في تناول هذا النوع من التمر , ثم عرف السيد رحمه الله اني احب التمر (الديري) , وعند خروجي من داره ذهب مسرعا الى السوق ولحق بي امام دارنا وهو يصيح بي , ثم اخرج بكفيه مقدارا من التمر الديري واعطانيه .

وينقل نجله السيد محمد حسن القاضي عن والده يقول : كنت اذهب مع والدي في صغري عند ذهابه للسوق , وكان له صديق يبيع الفحم يزوره في الشهر مرة على الاقل , فكان والدي يجلس معه داخل الدكان ويامرنا ان نبقى خارجا خوفا من اتساخ ثيابنا بالفحم , وكانا يتحدثان ساعة يقوم في اثناءها صاحب الفحم فيبيع للناس ما يحتاجونه ثم يرجع الى الجلوس الى والدي , فيتناثر غبار الفحم على ثيابه , وعند خروج والدي تكون ملابسه البيضاء التي قد اعتاد ارتدائها قد اتسخت بالبقع السوداء , ومع ذلك كان يجوب بها الاسواق والشوارع والازقة , وعند وصوله الى دار زوجته ام حسين كانت تصرخ في وجهه على ذلك فياخذ بتهدئتها وتسكينها ويعدها بمعاونتها في غسلها وتنظيفها .

وكان الوفاء من سجاياه الاخلاقية الثابتة , يقول الشيخ العارف محسن الملايري رحمه الله : كان والدي صديقا للسيد القاضي في النجف وملازما له , وعند وفاة والدي ذهبت الى النجف الاشرف فجاءني السيد القاضي وقال لي : ان والدك كان صديقا لي وكان احدنا يحمل غذاءه للاخر ويغسل ثيابه , ولا زال هذا الحق باق في ذمتي , وما دمت في النجف فاني اهيء لك طعام الغداء يوميا واتيك به , فكان ياتي بالطعام ونتناوله سوية , وياخذ ثيابي ويغسلها في داره ثم ياتيني بها نظيفة .
عبادته

كان السيد القاضي يتخفى بعبادته عن الاعين الا في اداء الفرائض التي كان يأتي بها جماعة مع صفوة تلاميذه البالغين من السبعة الى عشرة اشخاص في منزله او في احدى غرف المدارس الدينية ما تهيأ له ذلك ,

واما اعماله العبادية الاخرى فقد كانت له غرفة في مسجد الكوفة يتعبد فيها , او يذهب الى مسجد السهلة , وكانت له علاقة شديدة بهذين المسجدين ,كما كانت له غرفة صغيرة في مدرسة قوام يتعبد فيها بعد الساعة الثانية عشر ليلا حينما تهدأ العيون ويغط الطلبة الساكنون في النوم , فيبدأ السيد القاضي مناجاته ودعاءه واذكاره وصلواته بصوته الجميل الذي يأخذ بقلوب من يصغي اليه .

ويقول العلامة الطباطبائي صاحب تفسير الميزان : كانت هناك ايام يختفي فيها السيد عن الانظار , ولم تكن عائلته ايضا تعلم بمحل اقامته , ومهما بحث عنه تلاميذه في البيت او المساجد لا يجدون له اثرا , الى ان ياتي فجأة ويزاول نشاطه التوجيهي والارشادي بنحو طبيعي .

وكان برنامجه في شهر رمضان في العشرة الاولى والثانية هو اقامة مجالس التعليم والارشاد لتلاميذه بعد اربع ساعات من الغروب , ويستمر هذا المجلس لمدة ساعتين , ثم يتفرغ للعبادة الى الصباح , واما في العشرة الثالثة فانه كان يختفي عن الانظار , ويتفرغ للعبادة في مكان لا يعلم به الا الله , وقد استمر على هذا البرنامج الى حين وفاته .

كان رحمه الله يتجنب الحضور في الاجتماعات العامة , وكان كثير الصمت , يحيي ليله بالتهجد والعبادة ونهاره بالتفكير والمطالعة ,

وكان يزور المرقد الطاهر لمولى الموحدين عليه السلام بعد الساعة الثانية من الظهر حيث يهرع الناس الى بيوتهم بسبب الحر الشديد ويبقى الحرم خاليا الا من عدد قليل من الزوار .

وكانت له سجدات طويلة في كل يوم لا يشغله عن الاتيان بها شاغل ,

يقول السيد عبد الكريم الكشميري رحمه الله : كنت ازور استاذنا السيد القاضي في داره بين الفينة والاخرى فاجده ساجدا , فانتظر طويلا لعله يرفع راسه من السجود ولكن دون جدوى , فاخرج من الدار وهو لا يزال في سجوده .

وكان يواظب ايضا على قراءة سور المسبحات قبل النوم , وهي السور التي تبتدأ بـ (سبح) و (يسبح) وهي خمسة: الحديد والحشر والصف والجمعة والتغابن .

وكان يواظب ايضا على زيارة مقبرة وادي السلام يوميا بين الطلوعين وكانت زيارته تستغرق ساعتين الى اربع ساعات حيث يجلس صامتا في زاوية من الزوايا .

وكان يصحبه احيانا بعض التلاميذ الذين سرعان ما ينتابهم الضجر من هذا الصمت المحير فيتركونه وحده ويذهبون

من كرامات السيد علي القاضي

طي الأرض للسيد القاضي:

يقول العلامة الطهراني:

كان السيد القاضي يملك منزلة طي الأرض منذ زمن مبكر من حياته العرفانية، وقبل أن يشتهر كأستاذ للعرفان في الأوساط العلمية في النجف الأشرف.

أما ما هي حقيقة طي الأرض؟ يقول العلامة الطباطبائي حقيقة طي الأرض هي دوران الأرض تحت خطوات الماشي.

ويقول العلامة الطباطبائي أيضاً: كان المرحوم القاضي يواظب على زيارة كربلاء ولم يره أحد أنه كان يركب سيارة من النجف الأشرف إلى كربلاء، ولم يطلع على هذا السر أحد إلا شخص من كسبة سوق الساعة «السوق الكبير»، ففي زيارته إلى مشهد الإمام الرضا عليه السلام في خراسان رأى السيد القاضي هناك وطلب منه إصلاح جوازه فأصلحه له، وعندما رجع هذا الشخص إلى النجف أشاع خبر رؤية السيد القاضي في مدينة مشهد، فانزعج السيد القاضي كثيراً من ذلك وقال إن المجتمع يعلمون أني في النجف لم أسافر.

وكان السفر آنذاك يستغرق وقتاً طويلاً يستمر شهراً على الأقل، وكتب السيد الطهراني في الهامش معلقاً على ما نقله العلامة الطباطبائي.

ولقد سمعت هذه القصة أيضاً من صديقي جناب السيد محمد الخلخالي دامت بركاته نزيل النجف الأشرف حالياً، وقد نقل لي تتمة القصة أيضاً، وعندما رجع ذلك الرجل إلى النجف الأشرف حدّث أصدقاءه: لقد حدثت في جوازي مشكلة ولم أستطع حلها عند الشرطة فتوسلت بالسيد القاضي وأعطيته الجواز لحل المشكلة فقال: اذهب غداً إلى الشرطة واستلم جوازك هذا من هناك، فذهبت صباحاً إلى الشرطة فأصلحوا أمر جوازي فأخذته ورجعت إلى النجف.

فقال له أصدقاؤه :إن السيد القاضي كان موجوداً في النجف أثناء هذه الفترة ولم يسافر، فذهب هذا الرجل بنفسه إلى السيد القاضي وشرح له القصة بتمامها، فأنكر السيد القاضي وقال: إن جميع أهالي النجف يعلمون بأني لم أسافر، فذهب ذلك الرجل إلى علماء النجف في ذلك الوقت كالشيخ محمد تقي الآملي والشيخ علي محمد البروجردي والسيد علي الخلخالي ونظائرهم، وشرح لهم ما حدث له في مشهد الإمام الرضا عليه السلام فجاؤوا بجمعهم إلى السيد القاضي وطلبوا منه بيان حقيقة المسألة فأنكر ذلك، ثم طلبوا منه درساً في الأخلاق وألحوا عليه فقبل ذلك ومن هذا الوقت بدأ السيد القاضي بتدريس الأخلاق.

وكان السيد القاضي آنذاك مجهولاً تماماً ولم يطّلع أحد على حالاته الروحية.

الإمتناع عن الكلام والحديث الفارغ:

ويقول آية الله السيد محمد الحسيني الهمداني صاحب تفسير «أنوار درخشان» أي الأنوار الساطعة كنت أسكن في مدرسة قوام في النجف الأشرف، وكان للسيد علي القاضي غرفة صغيرة في زاوية المدرسة، فتعجبت من ذلك ثم علمت أنه اختار السكن في هذه الغرفة لضيق منزله وكثرة عياله وأولاده ليجد الهدوء والخلوة للتهجد والعبادة، وخلال وجودي في مدرسة قوام لم أرَ السيد القاضي قضى ليلة نائماً، وكان يحيي الليل بالنوح والبكاء وقد رأيت في أثناء هذه الفترة القصيرة التي قضيتها معه حالات فريدة لم أرها من أحد غيره سوى النائيني والكمباني فكان يختلف عن جميع الأساتذة والطلاب الذين عرفتهم في حوزة النجف في تمام سلوكه وأخلاقه الإجتماعية والعائلية والدراسية، فهو دائم السكوت ولا يتكلم إلا نادراً وكان يبادر أحياناً إلى الحديث من غير سؤال، وكنت أشعر أنه يعاني أحياناً من صعوبة كبيرة في الجواب حتى اطلعت صدفة على شيء جلب انتباهي وهي وجود غدة زرقاء في باطن فم السيد القاضي، فسألته عن ذلك فامتنع عن جوابي، فأصررت عليه وبينّت له أن قصدي هو مجرد التعلم ولا شيء آخر فلم يجبني أيضاً، إلى أن خلوت معه في جلسة مرة فبادرني قائلاً: يا سيد محمد يجب أن تتحمل مصاعب جمة من أجل طي المسافة الطويلة في السير والسلوك ويجب عليك أيضاً أن تترك أموراً كثيرة، فقد أردت في أيام شبابي وفي ابتداء سلوكي في هذا الطريق، أن ألجم لساني وأسيطر عليه، فوضعت حصاة في فمي مدة 26 عاماً لكي أمتنع عن الكلام والحديث الفارغ وهذه الغدة الزرقاء التي تراها في باطن فمي هي من آثار تلك المرحلة.

ويقول آية الله السيد عبد الكريم الكشميري: لقد كان السيد القاضي كله مكاشفة، وقد صار في آخر عمره لطيفاً ورقيقاً جداً فكان بمجرد أن يرى الماء يتذكر مصيبة عطش الإمام الحسينعليه السلام ويشرع في البكاء.

ولقد وصل السيد القاضي أثر هذه المجاهدات والرياضات العبادية إلى درجة الفناء في الله عزوجل فلم يكن يحس ويهتم بما يجري حوله مهما كان ذلك عظيماً وخطيراً في نظر الناس.

الإخبار عن المستقبل:

يقول الشيخ محمد شريعت نجل المرجع الديني شيخ الشريعة الأصفهاني:

لم يكن يبقى لي ولد حي وكلما رزقت ولداً توفي بعد عدة أشهر، وكان شائعاً في أوساط العرب في النجف عادة هبة المولود الجديد إلى أحد من ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله ثم يأخذونه منه، وكانوا يعتقدون أن هذا الإعطاء والأخذ سبب ليبقى هذا المولود على قيد الحياة، فاحتضنت ولدي وقصدت حرم أمير المؤمنين عليه السلام لأرى سيداً أهب له هذا المولود، فرأيت من باب الصدفة السيد الأعلى القاضي خارجاً من الحرم فتقدمت إليه وسلمت عليه وعرضت عليه الموضوع، فأخذ السيد الطفل بكل أدب واحترام وقال: إني قبلت منك هذا الطفل ولكن إعلم أنه سيموت قطعاً ولم يبقى من عمره إلا أياماً معدودة، وهو ما حدث بالفعل حيث توفي الطفل بعد عدة أيام.

كما أخبر السيد القاضي بغصب نصف منزل السيد هاشم الحداد، يقول العلامة الطهراني:

كان المنزل الذي يسكن فيه السيد هاشم ملكاً لزوجته وكان والدها المدعو حسين أبو عمشة قد وهب هذا الدار لإبنته إذ كانت له علاقة بذرية رسول صلى الله عليه وآله وخاصة بصهره السيد هاشم، حيث كان يحبه كثيراً، وكان للسيد هاشم أطفال كثيرة فقال: هذه الدار لهؤلاء السادة الصغار وكتب بذلك وصية خطية.

ولكن بعد وفاته أنكر صهره الآخر الوصية مع أنه كان ثرياً ورفع شكوى إلى الحكومة ودفع الرشاوي حتى حكمت المحكمة بتقسيم الدار بينهما، وخرجت لجنة المحكمة وأمرت بوضع حائط بوسط الدار، وأصبحت هذه الدار الصغيرة غير قابلة للسكن وكان النصف الذي صار من حصة السيد هاشم لا باب له وليس فيه مرافق صحية فكانت زوجته وأطفاله يضطرون إلى صعود سلم من الشارع ثم عبور الحائط والنزول إلى الدار، وكانت هذه الحادثة سبباً لمرض زوجته، وأخيراً انتقلت عائلته إلى مكان آخر ريثما يتم تعمير الدار وفتح باب لها وبناء مرافق صحية، وكان المرحوم القاضي قد أخبر بكل ذلك.

الإيثار ونكران الذات:

ذكر أحدهم قال: كنت أحضر مجلس السيد القاضي وكنت في ضائقة مالية شديدة، شأن أكثر الطلبة في النجف الأشرف، كنت أتعشى أكثر الليالي بالخبز والشاي فقط، وفي إحدي الليالي كانت لدي قطعة نقدية صغيرة تكفي لشراء قرص من الخبز وكان في نيتي أن أشتري بها الخبز عندما أعود من المجلس، وفي أثناء حديثه (وكان مجلسه (قده) في غرفة من غرف المدرسة الهندية) دخل علينا مسكين يستعطي، وفجأة مدّ السيد القاضي يده نحوي وقال: هل لديك شيء تعطي هذا المسكين؟ فمددت يدي في جيبي وأخرجت القطعة النقدية الوحيدة ودفعتها له، فأخذها ودفعها للمسكين، ثم واصل الحديث.

فخرجت من عنده وودّعت أصحاب المجلس ولم أبدِ لأحد منهم شيئاً، وذهبت إلى غرفتي ولعدم وجود الخبز لم أصنع الشاي وقمت بتحضير دروسي حتى انتهيت وأردت أن أستلقي على فراشي للنوم وقد أخذ الجوع مني مأخذاً والوساوس الشيطانية تهجم على قلبي وتسول لي، وكنت أدفعها عن نفسي بالإستغفار والإنابة.

وإذا بالباب يطرق فقمت وفتحت الباب وإذا بالسيد القاضي، فرحبت به وجلس وأخرج من تحت ردائه إناء فيه طعام أرز مع الماش وقليل من اللحم والخبز وطلب مني مشاركته في الأكل، فأكلت حتى شبعت ثم قال وبصوت عال خلاف عادته: وأين الشاي؟ فقمت بسرعة وأحضرت الشاي فشرب كوباً صغيراً ونهض وودعني وخرج.

إن هذه القصة هي من النماذج الصغيرة التي كان يلجأ إليها (قده) أحياناً مع أصحابه ، وهي تعطي صورة من صور الإيثار ونكران الذات وهما من الصفات الحميدة التي يلزم أن يتحلى بها المؤمن الذي يبدأ الطريق نحو المدارج العالية النفسية والسير الملكوتي في الآفاق والأنفس وهذا القدر من الصبر والتجلد على الشدائد.

مكاشفة السيد الخوئي

ما نقله السيد الخوئي يقول : جمعني الشيخ محمد تقي بهجت احد تلاميذ السيد القاضي مع استاذه بسبب نقاش دار بيننا في مسالة علمية وانجر الى عقد اللقاء في صحن ابي الفضل العباس عليه السلام في كربلاء , واستغرق اللقاء ساعة ونصف , ثم توطدت العلاقة بينهما , فطلب السيد الخوئي برنامجا للعمل من السيد القاضي , فاعطاه ذكرا يواظب عليه اربعون يوما ,
يقول السيد الخوئي : وبعد ختم الاربعين حصلت لي مكاشفة لحياتي المستقبلية الى لحظات الموت , فرأيت نفسي على المنبر وانا ادرس الفقه والاصول , ثم رأيتها جالسا في الدار والناس يترددون علي ويستفتوني في المسائل الشرعية ورايت نفسي بعدها اماما لصلاة الجماعة , وحالات كثيرة مختلفة كمرأة امامي حتى وصلت الى مكان سمعت فيه صوتا من اعلى المنارة يقول : انا لله وانا اليه راجعون, انتقل الى جوار ربه الكريم اية الله العظمى السيد ابو القاسم الخوئي , ثم انتهت تلك المكاشفة ورجعت الى وضعي العادي .

مولود العلامة الطباطبائي

يقول اية الله الحسيني الهمداني صاحب تفسير (انوار درخشان) : دعاني العلامة الطباطبائي صاحب تفسير الميزان الى وليمة مع مجموعة من الشخصيات منهم السيد الخوئي والسيد الميلاني والسيد صدر الدين الجزائري واخرون , بمناسبة ولادة ولد ذكر له , وكان العلامة الطباطبائيلا يعيش له ولد ذكر , وقد ولدت له زوجته اثنين او ثلاثة اولاد ماتوا بعد عدة اشهر من ولادتهم .

وقد تحدث العلامة الطباطبائي فقال : لقد زارنا قبل ايام السيد علي القاضي ولم اكن حينها في الدار , فجلس قليلا ثم قال للعائلة عند خروجه : سيرزقكم الله تعالى في هذه الايام ولدا ذكرا سموه (عبد الباقي) ليبقى على قيد الحياة ان شاء الله , وقد ولد لي هذا الولد واسميته عبد الباقي

تناثر النجوم عند موته

ما نقله المحقق السيد عبد العزيز الطباطبائي انه سمع السيد الخوئي يقول : ان النجوم قد تناثرت عند وفاة السيد علي القاضي .
يقول السيد عبد العزيز : فقلت : ان النجوم لا تتناثر لموت احد , فقال :
ان هذا يقين عندي ولا يمكن ان اتنازل عنه لاني رايته بام عيني .


رحم الله من يقرأ السورة المباركة الفاتحه قبلها صلوات على محمد وال محمد ويهدي ثوابها الى آية الله السيد القاضي (قد)

عقيلة أبا الفضل
02-10-2011, 09:50 PM
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهِّلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم يَا كَريم ..
اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي هَدانا لِهذا وَ ما كُنّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا اَنْ هَدانَا اللّهُ
الْسَّلام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الْلَّه وَبَرَكَاتُه

الفاتحة لروح السيد علي القاضي رضوان الله عليه و على جميع موتى المؤمنين و المؤمنات أجمعين ..

بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيْمِ (1)
الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ
وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)اهدنا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ
غَيرِالمَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7)
صَدَقَ اللهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيْم

أحسنتم أختي الغالية فداء لتراب أقدام المهدي ( عج ) لطرحكم القيم لهذا العالم الرباني الجليل
حفظكم الله و رزقكم كل خير بحق محمد وآل محمد الأشراف (( صلى الله على محمد وآل محمد )) ..

قلبي نور اليقين
02-11-2011, 12:46 AM
بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيْمِ (1)
الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ
وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)اهدنا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ
غَيرِالمَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7)
صَدَقَ اللهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيْم

رحم الله والديكم أختي الكريمة ووفقكم الله لكل خير

مستمسك العترة
02-17-2011, 08:31 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الاشراف وعجل فرجهم يا كريم
السلام على بقية الله الأعظم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيْمِ (1)
الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ
وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)اهدنا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ
غَيرِالمَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7)
صَدَقَ اللهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيْم

وفقكم الله لكل خير

مستمسك العترة
02-17-2011, 08:31 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الاشراف وعجل فرجهم يا كريم
السلام على بقية الله الأعظم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيْمِ (1)
الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ
وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)اهدنا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ
غَيرِالمَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7)
صَدَقَ اللهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيْم

وفقكم الله لكل خير

سرّ؛فاطمة؛المكنون(ع)
01-31-2012, 03:01 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرج قائمهم وفرج عنا بحقهعم ياكريم

هذا العام ايضا نجدد التعازي الى امامنا صاحب العصر والزمان أرواحنا له الفداء في ذكرى استشهاد العالم الرباني والعارف الكبير السيد علي القاضي رضوان الله عليه
كما نجدد التعازي الى كافة العلماء الربانيين والمراجع العظام والمؤمنين والمؤمنات كافة

الفاتحة لروحه الطاهرة ...

بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيْمِ (1)
الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ
وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)اهدنا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ
غَيرِالمَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7)
صَدَقَ اللهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيْم

اللهم ارزقنا بركاته ووفقنا للقاءه في الدنيا والاخرة