منتديات نور السادة

منتديات نور السادة (https://noor-s.site/vb/index.php)
-   نور أهل بيت النبوة وموضع الرسالة (عليهم السلام) (https://noor-s.site/vb/forumdisplay.php?f=11)
-   -   وصيَّة الإمام الصادق ( عليه السلام ) لعنوان البصري ( دستور السالكين) (https://noor-s.site/vb/showthread.php?t=56751)

مثنى المهندس 09-09-2016 03:31 PM

وصيَّة الإمام الصادق ( عليه السلام ) لعنوان البصري ( دستور السالكين)
 
وصيَّة الإمام الصادق ( عليه السلام ) لعنوان البصري
كان عنوان البصري يختلف إلى مالك بن أنس ، فأحبَّ أن يأخذ عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، فلمَّا ورد عليه قال له الإمام الصادق ( عليه السلام ) :
( إِنِّي رَجُلٌ مَطْلُوبٌ وَمَعَ ذَلِكَ لِي أَوْرَادٌ فِي كُلِّ سَاعَةٍ مِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ، فَلا تَشْغلْنِي عَنْ وِرْدِي وَخُذْ عَنْ مَالِكِ وَاخْتَلِفْ إِلَيْهِ كَمَا كُنْتَ تَخْتَلِفُ إِلَيْهِ ) .
يقول : فاغتممتُ ، فدخلت مسجد الرسول ( صلى الله عليه وآله ) وسلَّمتُ عليه ، ثم رجعت من الغد إلى الروضة وصلَّيتُ فيها ركعتين ، وقلت : أسألك يا الله يا الله أن تعطفَ عليَّ قلب جعفر ، وترزقَني من علمه ما أهتدي به إلى صراطك المستقيم .
ولمَّا عِيلَ صبري وضاق صدري قصدت جعفراً ، فلمَّا حضرت بابه استأذنت عليه فخرج خادم له فقال : حاجتك ؟ فقلت : السلام على الشريف ، فقال : هو قائم في مُصَلاَّه ، فجلستُ بحذاء بابه .
فما لبثت إِلا يسيراً إِذ خرج خادم فقال : ادخل على بركة الله ، فدخلت وسلَّمتُ عليه فردَّ السلام وقال ( عليه السلام ) :
( اجْلسْ غَفَرَ اللهُ لَكَ ) .
فجلستُ ، فأطرق ( عليه السلام ) مليّاً ثمَّ رفع رأسه وقال :
( أُبُو مَنْ ؟ ) .
قلت : أبو عبد الله ، قال ( عليه السلام ) :
( ثَبَّتَ اللهُ كُنْيَتَكَ وَوَفَّقَكَ يَا أَبَا عَبْدِ الله ، مَا مَسْأَلَتُكَ ؟ ) .
فقلت في نفسي لو لم يكن لي من زيارته والتسليم غير هذا الدعاء لكان كثيراً ، ثمَّ رفع رأسه وقال ( عليه السلام ) :
( مَا مَسْأَلَتُكَ ؟ ) .
فقلت : سألت الله أن يعطفَ قلبك عليَّ ويرزقني من علمك ، وأرجو أن الله تعالى أجابني في الشريف ما سألته ، فقال ( عليه السلام ) .
( يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ ، لَيْسَ العِلْمُ بِالتعَلُّمِ ، إِنَّمَا هُوَ نُورٌ يَقَعُ فِي قَلْبِ مَنْ يُرِيدُ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يَهْدِيَهُ ، فَإِنْ أَرَدْتَ العِلْمَ فَاطْلُبْ أَوَّلاً فِي نَفْسِكَ حَقِيقَةَ العُبُودِيَّةِ ، وَاطْلُب العِلْمَ بِاسْتِعْمَالِهِ ، وَاسْتَفْهِم اللهَ يُفْهِمكَ ) .
قلتُ : يا شريف ، فقال ( عليه السلام ) :
( قُلْ يَا أبَا عَبْدِ اللهِ ) .
قلت : يا أبا عبد الله ، ما حقيقة العبودية ؟ ، قال ( عليه السلام ) :
( ثَلاثَةُ أَشْيَاءٍ : أَلاَّ يَرَى الْعَبْدَ لِنَفْسِهِ فِيْمَا خَوَّلَهُ اللهُ مُلْكاً ، لأنَّ الْعَبِيدَ لا يَكُونُ لَهُم مُلْكٌ ، يَرَوْنَ الْمَالَ مَالَ اللهِ ، يَضَعُونَه حَيْثُ أَمَرَهُمُ اللهُ بِهِ ، وَلا يُدَبِّرُ العَبْدَ تَدْبِيراً ، وَجُمْلَة اشْتِغَالِه فِيْمَا أَمَرَهُ اللهُ تَعَالَى بِهِ وَنَهَاهُ عَنْه ، فَإِذَا لَمْ يَرَ الْعَبْدُ لِنَفْسِهِ فِيْمَا خَوَّلَهُ اللهُ تَعَالَى مُلْكاً هَانَ عَلَيْهِ الإِنْفَاقُ فِيْمَا أَمَرَهُ اللهُ تَعَالَى أَنْ يُنْفِقَ فِيْهِ ، وَإِذَا فَوَّضَ الْعَبْدُ تَدْبِيرَ نَفْسِهِ عَلَى مُدَبِّرِهِ هَانَتْ عَلَيْهِ مَصَائِبَ الدُّنْيَا ، وَإِذَا اشْتَغَلَ الْعَبْدُ بِمَا أَمَرَهُ اللهُ تَعَالَى وَنَهَاهُ لا يَتَفَرَّغُ مِنْهُمَا إِلَى المِرَاءِ وَالْمُبَاهَاةِ مَعَ النَّاسِ .
فَإِذَا أَكْرَمَ اللهُ الْعَبْدَ بِهَذِه الثَّلاث هَانَتْ عَلَيْهِ الدُّنْيَا وَإِبْلِيسُ وَالْخَلْقُ ، وَلا يَطْلبُ الدُّنْيَا تَكَاثُراً وَتَفَاخُراً ، وَلا يَطْلبُ مَا عِنْدَ النَّاسِ عِزّاً وَعُلُوّاً ، وَلا يَدَعُ أَيَامَهُ بَاطِلاً ، فَهَذَا أَوَّلُ دَرَجَةِ التُّقَى ، قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ( تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلاَ فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) ) [ القصص : 83 ] .
قلتُ : يا أبا عبد الله أوصِني ، قال ( عليه السلام ) :
( أُوصِيكَ بِتِسْعَةِ أَشْيَاءٍ ، فَإِنَّهَا وَصِيَّتِي لِمُرِيْدِي الطَّرِيق إِلَى اللهِ تَعَالَى ، وَاللهُ أَسْأَلُ أَنْ يُوَفِّقَكَ لاسْتِعْمَالِهَا ، ثَلاثَةٌ مِنْهَا فِي رِيَاضَةِ النَّفْسِ ، وَثَلاثَةٌ مِنْهَا فِي الْحِلْمِ ، وَثَلاثَةٌ مِنْهَا فِي الْعِلْمِ ، فَاحْفَظْهَا وَإِيَّاكَ وَالتَّهَاوُن بِهَا - قال عنوان : ففرَّغت قلبي له - :
أمَّا اللَّوَاتِي فِي الرِّيَاضَةِ فَإِيَّاكَ أَنْ تَأْكُلَ مَا لاَ تَشْتَهِيْه ، فَإِنَّهُ يُورِثُ الْحَمَاقَةَ وَالبَلَهَ ، وَلاَ تَأْكُلْ إِلاَّ عِنْدَ الْجُوعِ ، وَإِذَا أَكَلْتَ فَكُلْ حَلالاً وَسَمِّ اللهَ وَاذْكُرْ حَدِيْثَ الرَّسُولِ ( صَلى الله عليه وآله ) : مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرّاً مِنْ بَطْنِهِ .
فَإذَا كَانَ وَلا بُدَّ فَثُلْثٌ لِطَعَامِهِ ، وَثُلْثٌ لِشَرَابِهِ ، وَثُلْثٌ لِنَفْسِهِ .
وَأَمَّا اللَّوَاتِي فِي الحِلْم ، فَمَنْ قَالَ لَكَ : إِنَّ قُلْتَ وَاحِدَةً سَمِعْتَ عَشْراً ، فَقُلْ لَهُ : إِنْ قُلْتَ عَشْراً لَمْ تَسْمَعْ وَاحِدَة ، وَمَنْ شَتَمَكَ فَقُلْ لَهُ : إِنْ كُنْتَ صَادِقاً فِيْمَا تَقُولُ فَاسْأَلِ اللهَ أَنْ يَغْفِرَ لِي ، وَإِنْ كُنْتَ كَاذِباً فِيْما تَقُولُ فَاللهُ أَسْألُ أَنْ يَغْفِرَ لَكَ ، وَمَنْ وَعَدَكَ بِالخنَاءِ فَعِدْهُ بِالنَّصِيحَةِ وَالرّعَاءِ .
وَأَمَّا اللَّوَاتِي فِيْ الْعِلْمِ ، فَاسْأَلِ العُلَمَاءَ مَا جَهلْتَ ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَسْأَلَهُمْ تَعَنُّتاً وَتَجْرُبَةً ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَعْمَلَ بِرَأْيِكَ شَيْئاً ، وَخُذْ بِالاحْتِيَاطِ فِي جَمِيْعِ مَا تَجِدُ إِلَيْهِ سَبِيلاً ، وَاهْرُبْ مِنَ الفُتْيَا هَرَبَكَ مِنَ الأَسَدِ ، وَلاَ تَجْعَلْ رَقَبَتَكَ للنَّاسِ جِسْراً .
قُمْ عَنِّي يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ فَقَدْ نَصَحْتُ لَكَ وَلا تُفْسِدْ عَلَيَّ وِرْدِي فَإِنِّي امْرؤ ضَنِينٍ بِنَفْسِي ، وَالسَّلامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الهُدَى ) [ بحار الأنوار : 1 / 224 / 17 ] .
وصيَّة الإمام الصادق ( عليه السلام ) لمؤمن الطَّاق
نقتطف من وصية الإمام الصادق ( عليه السلام ) لمؤمن الطاق زهراً غضة ، قال ( عليه السلام ) :
( يَا ابْنَ النُّعْمَان ، إِيَّاكَ وَالْمِرَاء فَإِنَّهُ يحْبِطُ عَمَلَكَ ، وَإِيَّاكَ وَالْجِدَال فَإِنَّهُ يُوبِقُكَ ، وَإِيَّاكَ وَكثْرَة الْخُصُومَاتِ فَإِنَّهَا تُبعدُ مِنَ اللهِ .
إِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُم يَتَعَلَّمُونَ الصَّمْتَ وَأَنْتُم تَتَعَلَّمُوَنَ الْكَلامَ ، كَانَ أَحَدُهُمْ إِذَا أَرَادَ التَّعَبُّدَ يَتَعَلَّم الصَّمْتَ قَبْلَ ذَلِكَ بِعَشْرِ سِنِينَ ، فَإِنْ كَانَ يُحْسِنُهُ وَيصيرُ عَلَيْهِ تَعَبَّدَ ، وَإِلاَّ قَالَ : مَا أَنَا لِمَا أَرُومُ بِأَهْلٍ ، إِنَّمَا يَنْجُو مَنْ أَطَالَ الصَّمْتَ عَنِ الفَحْشَاءِ ، وَصَبَرَ فِي دَوْلَةِ البَاطِلِ عَلَى الأَذَى ، أُولَئِكَ النُّجَبَاءُ الأَصْفِيَاءُ الأَوْلِيَاءُ حَقاً وَهُمْ المُؤْمِنُونَ ، وَاللهِ لَوْ قَدَّمَ أَحَدُكُم مِلْءَ الأَرْضِ ذَهَباً عَلَى اللهِ ثُمَّ حَسَدَ مُؤْمِناً لَكَانَ ذَلِكَ الذَّهَبُ مِمَّا يُكوَى بِهِ فِي النَّارِ .
يَا ابْنَ النُّعْمَان ، إِنْ أَرَدْتَ أَنْ يَصْفُو لَكَ وِدُّ أَخِيْكَ فَلا تُمَازِحَنَّهُ وَلا تُمَارِيَنَّهُ وَلا تُبَاهِيَنَّهُ وَلا تُشَارنَّهُ [ تخاصمه ] ، وَلاَ تُطْلِعْ صَدِيقَكَ مِنْ سِرِّكَ إِلاَّ عَلَى مَا لَوْ اطَّلَعَ عَلَيْهِ عَدُوَّكَ لَمْ يَضُرك ، فَإِنَّ الصَّدِيقَ قَدْ يَكُونُ عَدُوَّكَ يَوْماً .
يَا ابْنَ النُّعْمَان لَيْسَت الْبَلاغَةُ بِحِدَّةِ اللِّسَانِ ، وَلاَ بِكثْرَةِ الهَذَيَانِ ، وَلَكِنَّهَا إِصَابَةُ المَعْنَى وَقَصْدُ الحُجَّةِ [ البحار : 78 / 292 ] .
وصيّته ( عليه السلام ) لجميل بن درّاج
قال ( عليه السلام ) لجميل بن درّاج : ( خياركم سمحاؤكم وشراركم بخلاؤكم ، ومن صالح الأعمال البرّ بالاخوان والسعي في حوائجهم ، وذلك مرغمة للشيطان وتزحزح عن النيران ، ودخول في الجنان ، يا جميل اخبر بهذا الحديث غُرر أصحابك ) .
قال : فقلت له : جعلت فداك ومَن غُرر أصحابي ؟ ، قال ( عليه السلام ) : ( هُم البارُّون بالاخوان في العُسر واليُسر ، يا جميل : أما أن صاحب الجميل يهون عليه ذلك ، وقد مدح الله عزّ وجل صاحب القليل ، فقال : ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومَن يوقَ شحّ نفسه فاولئك هُم المفلحون ) [ سورة الحشر : 9 ] [ خصال الصدوق : ب 3 ] .
وصيّته ( عليه السلام ) لحمران بن أعين
قال ( عليه السلام ) : ( يا حمران انظر إلى من هو دونك ، ولا تنظر إِلى من هو فوقك في المقدرة ، فإن ذلك أقنع لك بما قُسم لك ، وأحرى أن تستوجب الزيادة من ربّك .
واعلم أن العمل الدائم القليل على اليقين أفضل عند الله من العمل الكثير على غير يقين .
واعلم أنه لا ورع أنفع من تجنّب محارم الله والكفّ عن أذى المؤمنين واغتيابهم ، ولا عيش أهنأ من حسن الخُلق ، ولا مال أنفع من القنوع باليسير المجزي ، ولا جهل أضرّ من العجب ) [ روضة الكافي : 8 / 204 / 238 ] .

فضة 12-15-2022 02:05 PM

رد: وصيَّة الإمام الصادق ( عليه السلام ) لعنوان البصري ( دستور السالكين)
 
جزاكم الله الف خير
احسنتم


الساعة الآن 07:56 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.