منتديات نور السادة - قصة أعاظم النجف وملاقاة زوجته مع أمير المؤمنين في حال سكرات موت

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين الاشراف وعجل فرجهم يا كريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصة أعاظم النجف وملاقاة زوجته مع أمير المؤمنين في حال سكرات الموت:

نقل لي أحد مفاخرنا الأعزاء ومن أعاظم أهل العلم في النجف الأشرف حاليًّا ومن الرجال الأجلاء المحترمين فقال: لقد اخترت زوجة في النجف الأشرف ثم سافرنا في فصل الصيف الى ايران لزيارة الأرحام والأقارب، فزرنا زيارة الأئمة عليه سلام، وعرّجنا من هناك الى مدينتي التي كنت أقطن فيها،وهي بالقرب من مدينة مشهد.

وصادف أن جوّ تلك المنطقة وماءها لم يناسب مزاج زوجتي فسقطت مريضة، وصارت حالها تسوء يومًا بعد يوم، ولم تنفع معها المعالجات لتي عملناها لها، حتى أشرفت على الموت. وكنت واقفٍا عند جسدها مضطربًا أرى زوجتي تلفظ أنفاسها في تلك اللحظات، وأرى انّ عليّ لعودة وحيدًا خجلًا أمام والدها ووالدتها اللذين سيقولان: لقد أخذ فتاتنا العروس فدفنها هناك وعاد.

كان اضطراب والقلق العجيب يلفّ كياني، فهرعتُ فورًا الى الغرفة المجاورة فصليت ركعتين وتوسلت بامام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف وقلت: يا وليّ الله! اشفِ زوجتي ، يا وليّ مصدر الفعل الالهي ، ان هذا الامر بيدك وفي استطاعتك!

توسلتُ بالامام في ضراعة والتجاء، ثم عدت الى الغرفة فشاهدتُ زوجتي جالسة تجهش بالبكاء ، فصاحت حالما رأتني: لماذا منعتني؟ لماذا منعتني؟ لماذا لم تدعني؟

لم أفهم ما تقول، وتصوّرت انّ كلامها عاديّ، وانّ حالها وخيمة، ثم سقيتها ماءًا وأطعمتها شيئًا من الغذاء، فشرحت لي قضيّتها وقالت:
لقد جاء عزرائيل لقبض روحي، وكان يرتدي ملابس بيضاء وسيمة متجمّلًا ومزيّنًا، فابتسم في وجهي وقال: أحاضرة أنت للمجيء؟ قلتُ: بلى.

ثم جاء أمير المؤمنين عليه السلام فلاطفني كثيرًا في رحمة ومودة، ثك قال: أريد الذهاب الى النجف، أترغبين أن نذهب معًا الى النجف؟
قلتُ: بلى ، أحب ان آتي معكم الى النجف.

ثم نهضتُ فارتديتُ ملابسي وتهيّأتُ للذهاب مع امام الى النجف الأشرف، وحالما أردت الخروج معه من الغرفة شاهدتُ امام الزمان عليه السلام وقد جاء وأنت متعلّقٌ بأذياله، فقال لأمير المؤمنين: لقد توسّل هذا العبد بنا، فاقضوا له حاجته!

فأطرق امير مؤمنين عليه السلام برأسه، ثم قال لعزرائيل: إذهب الى الوقت المعين حسب طلب المؤمن المتوسل بولدنا. ثم ودّعني أمير المؤمنين وخرج. فلمَ لم تدعني أذهب؟

إن هذه الحقائق وناقل هذه القضية وزوجته- وهي من الصالحات- كلاهما على قيد الحياة.

-سماحة العلامة اية الله الحاج السيد محمد الحسين الحسيني الطهراني
-من موسوعته " معرفة المعاد" المجلّد الاول- الفصل الأخير

وققكم الله لكل خير وسددكم بحق محمد واله لطاهرين