عرض مشاركة واحدة
قديم 05-21-2010, 08:05 AM   رقم المشاركة : 1
يا أمير البررة
مرشدة روحية
 
الصورة الرمزية يا أمير البررة








يا أمير البررة غير متواجد حالياً

افتراضي { وغادرتِ الرُّوح..

(وغادرت الروح)

شَدَدنا الرحال بأجسادنا أما الأرواح فقد غادرت منذ أمدٍ طويل..! تضَرَّجَت خطواتنا بسيلٍ جارفٍ أثارتهُ أدمعنا معلنةً عن بدء حكاية العواصفِ التي اجتاحَتْ عَبَرَاتنا..
ولنا في هذا وقفةٌ طويلةٌ بَدَأَت منذُ أُعْلِنَ عن الأمرِ على أوراقٍ مخضّبةٌ بالشوق لزيارةِ حبيب القلوب..!! منذ أن وقعت أنظارنا عليها، منذ أن نفثَ الحبرُ أشواقهُ على قلوبنا الغارقة باللهفةِ هاجت بنا أسارير الشوق معها، وفاض بنا الحنين للقاء الحسين..!
مرَّت الأيام وفي حشاشةِ أرواحنا بركانٌ يتوق للإنفجار بحِمَمِ النداء والبكاء.. كان هذا حال الجميع.. أعلم أنهم لم يحدثوني بذلك، لكنَّ ملامحهم كانت تَتَلَوَّى بهكذا أحاسيس!
لو سمح لي الوقت لتركت القلم يكتب ما بدى لهُ ويعبِّرُ عن نفثاته وصرخاتهِ وعَرَصَاته..! لكن العَبَرات حَيْرَى ولا تدري أتتحدثُ عن خلَجَاتها أم خلَجَاتِ الزمنِ وما يحيطهُ وما جرى عليهِ إثر هذا الــحدث الكبير..!!
كُلَّمَا مرَّتِ الأيام تلعثَمَت بصدورنا قصصُ الحنين والأنين، وارتفعتِ الآمالُ وكبرت الأحلام، قد غدى الآن من الصعبِ عدمِ ملاحظةِ الشوقِ بالوجوهِ، فقد اتضحت معالمها كـ قرص الشمس! غدت صفحاتهم غارقة في الحُلُم الأشبهُ بالخيال، وطريقُ الدمعِ على وجناتهم غدى واضحاً كـ طريقٍ مرصوف بإتقــــان..!
سأتجاوز عن ذكر البقيّةِ فإنَّ الروح تكاد تزهق كلّما استرجعت تلكَ اللحظات..
هي ذا اللحظات.. لنعود إلى حيث كنـا، على مقربةٍ من الخروجِ من حدودِ الوطن.. بالقلب المرتهن.. نحو ابن النبيِّ الصادق المؤتمن!
هو ذا صدى القِبَابِ الطاهرة يتردَّدُ على مسامعنا وبكلِّ حرفٍ غدى يَقْرعُ قلوبنا بعنفٍ جسيم..! حقٌّ لها أن تضطرب فهي متوجِّهةُ لبني فاطمةَ الشَّريفه..!


(لحظاتٌ تُقَبٍّلُ اللقاء)

وصلنا لِتُبَادِرَ أرض النجف باحتضانِ فَوْجِنا بملئِ أذرعها وحنينها.. وكأنَّها تخاطبنا: هلمُّوا إليَّ يا بنات الزهراء "ع" هلمُّوا.. تَرَكْنا كلَّ ما لدينا وأقبلنا بقلوبنا.. تركنا المال والبنون، تركنا الدنيا وأقبلنا بـتَوَجّهٍ شديد..
ها قد أتيناكِ نُزَلزِلٌ الأرض بصراخ أنفسنا المشتاقة.. أتيناكِ بقلوبنا الغدَّاقةِ بالحبِّ الملكوتيّ..
بقينا بها وارتوينا من عذب رياحها.. تزودنا من شذاها.. عصبنا الرؤوس بالشوقِ ورفعنا رايات التلبية لتصرخ أرواحنا.... "نأتيكَ زحفاً سيدي يا حسين"
ومن هذا المنطلق، عادتِ الأرواح لتنازعنا وتسابقنا للوصول!! بأيِّ حديثٍ أتحدثُ الآن وبأيِّ نجوىً أستنجد!!!!
لا زالت اللحظات تمرُّ علينا كـ شريطٍ موثّق بشكلٍ مفصّل، لكنما الأنفسُ عنِ الحديثِ قاصرةٌ ...!
بدأنا المسير وكل قدم تسابق الأخرى وتعاجلُ الأرواح الهائمة فوقنا للوصول!! من الذي سيسبق الآخر؟!!
وكأنما كنا نسير بالأجساد وأرواحنا مزقت شرايين الجمود.. بدأنا المسير وكان لنا وعد بالوصول بعد ثلاثة أيام!! ثلاثة أيــام!!!!!! بيني وبين اللقاء أيامٌ ثلاث!!!!!!!! آآآآآآه!!!!!!!
كان المسير حثيث رغم تورم الأقدام، فهدفنا سامٍ ولا يمكن أن نتقاعس عن تأديته...!!
وكأني بنفسي تمشي وتردد عزاها..: (هـ العام حجي قرره رب البريّة.. عندي مناسك خاصّـة بالغاضريــة، حِجَّاجِي كِلهُم بالمناسك عِنْدْهُمْ علوم، نيتهم القربى وغِسِلهم نزف الدموم! وْنَزْعِ المخيطِ امْفَارقِ الأرواحْ الجْسُوم، وعن حجر الأسود راح يقبلون المنيـّــة..... المحرم إلى حج كربلا تَكْلِيفَة معروف، سَعْيَه إلى المعركة هو تقصيرة بالسيوف، وزمزم دموعه وعينها قلبه الملهوف، والتلبيــة: لبيك يا ..... روح الزجية!!)
آآآآآآآآآآه تتلوّى الروح بمجرد سماع عَبْرَةَ الذكريات والأحداث مع عَبَرَاتها على قارعة السماع.. آآآآآآآه يا نفسي اِبْكِي دماً لا دمع... وانثري على القلب رذاذ الشمع.. آآآآآه كم تتوق روحي للوصول.. سيّدي سيّدي سيّدي.
أما لكِ أن تهدأي يا روحي؟ جعلتِ قلمي ينزفُ حبرهُ على لوحاتٍ غريبة!!

مرّت هذه الأيام سريعاً.. وما أسرع أن نسينا كل التعب والإجهاد ما أن سمعنا بقرب وصول وَفْدنا وَوُرودهُ منابعَ الطُّهر!!!! ساعاتٌ فقط!!!! آآآآه سيّدي ومولاي.. وأخيراً آن للجرح أن يلتئم ويندمل!!!! غصّت الأفكار بأذهاننا وَبَدَأَت لا طواعِيَة تجري أدمعنا.. السّلامُ عليكَ يا أبا عبد الله.. السَّلامُ عليكَ وعلى الأرواح التي حلّت بفنائك عليك مني سلام الله أبداً ما بقيتُ وبقِيَ الليلُ والنهار.. السلام على الحسين وعلى عليّ ابن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين..

لاحت رايات اللقاء تسطع في مآقينا والبوحُ بها يتفجّرُ حزناً وألماً.. أغدقت العيون ما لها واتضحت المعالم في الوجوه وتبتَّلت الألسن بذكر المصاب، لطمت الصدور بالعزاء.. ورفع فوقَ الأكتافِ لواء اللوعةِ والحسرةِ..
آآآآآآآآآآآآآه سيّدي سيّدي سيّدي.. (صرخة بالثريا، زلزلت عرش الظالم "نحن عشّاق المظلوم")
عشّاقكَ سيدي.. وصلنا.. نُقَبِّلُ الأعتاب.. تحوم الأرواح وتلتاعُ ألماً.. آآآآآآآه سيّدي، روحي الصَّارخة تفتَّتَتْ بجنبِ أنفاسي الذائبةِ شوقاً.. آآآه ألقيتُ جسدي يُقَبِّلُ الطُّهر بِجُنونْ.. وبقيتُ على هذا الحال حتى فاضت روحي صراخاً.. آآآآآآآه واااااااااحسيناااااااااااااااااااااه.




دعواتكم لنا ولجميع الموالين بالوصول
جزاكم الله خيراً







  رد مع اقتباس