عرض مشاركة واحدة
قديم 06-22-2009, 09:26 PM   رقم المشاركة : 1
السيد الحيدري
الإدارة
 
الصورة الرمزية السيد الحيدري







السيد الحيدري غير متواجد حالياً

افتراضي التمييز بين الإرشادات الروحية والوساوس الشيطانية

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجّل فرجهم يا كريم...


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


إن الوسوسة الشيطانية المتعلقة بآداء عموم العبادات هي حالة تحدث نتيجة تكرار عمل عبادي بصورة مبالغ بها بعيدة عن الإعتدال أو تسلط تكرار بعض الأفكار السوداوية لمعتقدات أو رموز مقدّسة تشغل الذهن وتشعر الروح بشيء من الضيق والتوتر و الشعور كذلك بإقتراف ذنب عظيم عند تجاهل هذه الأفكار ، وهذه الحالة يمر بها المؤمن نتيجة التداخلات الشيطانية الهدف منها إيقاع الشك والإيهام والتشويه للعمل العبادي ، ولا شك أن السالك يكون عرضة لهذه التداخلات والتي تظهر بعدة صور ( الشك بالوضوء والغسل وطهارة الأجسام الأخرى \ الشك بركن أو جزء من الصلاة مثل عدد الركعات \ الشك اللفظي (في أن كلمة ما قد لفظت بشكل غير صحيح أثناء القراءات في الصلاة ) \ السخرية من الذوات المقدّسة ( وتتضمن عدة أفكار سوداوية تجاه هذه المقدّسات ) .....إلى آخره من الأمور المتعلقة بالعبادات ) .

وسنتطرق لجانبين بخصوص هذا الموضوع هما : -

- كيفية التمييز بين الشك الناتج عن ضيق الشعور القلبي ووسوسة الشيطان حول صحة العبادات والخلل الواقع بها .

ونعرض مثالاً هنا وهي ( الشك الوارد في الصلاة ) فإن وقوع الشك نتيجة الوسوسة الشيطانية يصاحبه شعور بالذنب مع ضرورة تكرار آداء الصلاة لعدة مرات دون الشعور بالطمأنينة وحتى بعد الإنتهاء من آدائها ، وكذلك الشك تجده ينتقل من الشك في عدد الركعات إلى الشك بنسيان ركن من أركان الصلاة أو خلل في القراءة فهو متنقل بين هذا وذاك دون هوادة، وكأنك تريد ان تخرج من وهم فكري ليسقطك الشيطان في وهم آخر لتعيش حالة من التوتر المستمر الذي يفتقد للحضورالقلبي أثناء الصلاة . وهذه الحالة شبه يومية وتتزامن مع كل صلاة ، أما الشعور القلبي يظهر بصورة ضيق وإحساس بخلل ما قبيل الصلاة ولا يتكرر هذا المورد إلا نادراً ، ويتعلق بجانب واحد ، ولا ينتقل لجانب آخر كإنتقاله من الشك بعدد الركعات إلى الشك بطريقة نطق كلمة في آية قرآنية ، فالشعور بالضيق لهذا الخلل ممكن تحديده وبمجرد تحديده يسلتزم تصحيحه أو التقيد بأحكام الشك في الصلاة التي سنّها له المُشرَّع .

والمثال الآخر يتعلق بحليّة الطعام وسلامة منشأه ، فالوسوسة الشيطانية هنا تتكرر مع كل نوع من أنواع الطعام التي تقدم لكم ، وقد تأتي بوسوسة مسبقة لتناول الطعام و تتكرر لدى المبتلى بالوسوسة فكرة بأن اللحم الذي سأتناوله هو لحم غير مذكّى ، أو أنه تعرض لنجاسة ما أو من قام بإعداده إنسان غير طاهر ، ولكن الشعور القلبي ينبؤك من خلال الضيق الحاصل عند الجلوس مباشرة أمام الطعام وبمجرد أن تتغير النيّة بعدم تناوله يزول هذا الشعور . فتردد الفكرة بشكل مستمر وتسلطها على الذهن لا يأتي إلا مع الوسوسة الشيطانية وهذا ما لا نجده أثناء استخدام آداة الشعور القلبي الذي يقتصر على الجانب القلبي والمشاعر .


- أساليب العلاج الروحية والمعرفية : -


والعلاج لمثل هذه الحالة لا يقتصر على العلاج الروحي فحسب ولكن يمتد لإستخدام العلاج المعرفي وهو تقويم بعض الأفكار الشاذة المتعلقة بالوسواس وما تخلّفه هذه الحالة من تشويش ذهني ، مع الإقتناع التام ببعض الأفكار العقلائية والمنطقيّة التي لا يصمد أمامها الوسواس .

- ونأتي أولاً للعلاج الروحي الذي يقضي على هذا الوسواس - إن شاء الله - ببركة محمد وآل محمد (عليهم السلام ) :-

وقد تم وضع علاج للوساوس في موضوع (( العلاجات العامة والكاملة )) في قسم ( نور مواضيع العلاجات العامة والكاملة ) : -

1- أعلموا أن القلب المنشغل بذكر الله لا تجتمع معه الوساوس ، فالضدان لا يلتقيان . وذكر ( لا إله إلا الله ) المستمر أثناء الوضوء أو التطهير من النجاسات في الخلاء يكون رادع للأفكار الوسواسية .

2- تقرأ سورة الكافرون 4 مرات يقرأ بعدها : -

- الصلاة على النبي وأهل بيته عليهم السلام مرة واحدة
- سورة الحمد مرة واحدة
- سورة التوحيد 3 مرات .
- ورد يا علي 13 مرة
- الصلاة على النبي وأهل بيته عليهم السلام 5 مرات .

تقرأ بشكل مستمر وأيضاً الإكثار من قراءة سورة الكافرون لوحدها على عموم النهار .

3- وثمّة علاج آخر وهو قراءة سورة الناس بعدد ( 110 ) مرات في اليوم أو كل ثلاثة أيام ، ويعتمد على قوة الوساوس لدى الشخص .

4 - تنقية المكان بقراءة دعاء قاموس لها دور كبير في طرد الأفكار الوسواسية ، فالأشخاص الذي يعانون من هذا المرض يجدون إختلاف في شدة الوسوسة بين الصلاة في المنزل الذي يحتاج للتنقية والصلاة في المسجد .

* وهذا العلاج يؤهل الشخص ويعدّه لتجاوز مرحلة صعبة من التوتر والقلق التي خلّفها الوسواس الشيطاني ، مع الاستعداد للبدء في العلاج المعرفي وتحويل الأفكار السلبية المتعلقة بهذه الحالة لأفكار إيجابية تقضي عليه تماماً ببركة محمد وآل محمد ( عليهم السلام ) .

العلاج المعرفي : -

ويتعلق بعرض الأفكار المنطقية والمسلّمات والتي لابد أن يقتنع بها كل شخص يعاني من الوسوسة حتى يتكامل العلاج : -

1- الفكرة الأولى : أن يكون متيقناَ بأن الله لن يعاقبه على عدم إعتناءه بالشكوك الناتجة عن الوسوسة الشيطانية ، فهي ضرب من الإنقياد لسلطة الشيطان وفقدان السيطرة وعنوان للضعف .

2- الفكرة الثانية : كثير الشك لا يعتني بشكّه ، وبالتالي لا تتحمّل وزر ما شككت به وعليك العمل بما جاء بالرسائل العمليّة .

3- الفكرة الثالثة : عدم توفر اليقين الكامل بما تشكّ به او ما يخّيل لك في بعض الموارد ، وإن لم تتمكن من ذلك فأنت حتماّ شاك وبالتالي تعمل بأحكام ( من كثر شكّه ) .

4- الفكرة الرابعة : الإعتناء والإنقياد للوسوسة توقعك بإشكالات أخرى فالمبالغة بالطهارة على سبيل المثال قد يدخلك في باب إشكال آخر وهو الإسراف في استخدام الماء وبالتالي أنت تخرج من تقصير - كما تظنه - والخوف من الوقوع بالذنب إلى ذنب آخر .

5- الفكرة الخامسة : أن الإعتناء بالوسوسة لا يعد ورعاً ولا تقوى وإنما هي إستنزاف للطاقات البشرية وللوقت . وبالتالي لابد من استثمار هذه الطاقات لأعمال أكثر فائدة .

6- الفكرة السادسة : لابد من اعتبار أن الوسواس كائن حيّ يقتات على أفكارك السلبية ومدى تجاوبك معه ، فكلما تجاوبت معه بالفكرة تضخم هذا الكائن وأصبح أكثر سيطرة على النفس ثم ينتقل من جانب إلى جانب أكثر إتساعاً حيث يتسع معه التوتر والضيق لديك . لذلك عليك عدم تغذية هذا الكائن الشيطاني بهذه الأفكار والكف عن الإنقياد لوسوسته .

7- الفكرة السابعة : الأفكار السوداوية التي يبثها الشيطان في الذهن للنّيل من المقدّسات أو ما يتعلق بأمور تبعث على تأنيب الضمير والتي تسيطر على التفكير بشكل أو بآخر، لا بد أن يكون مصيرها التجاهل تماماَ حتى وإن تكررت في الذهن ، فلابد أن تعرف بإن لا إثم مع أفكار لا تخرج على لسانك أو تحوّل إلى فعل . فهي تولد في الذهن وتموت هناك مع الشيطان .


8 - الفكرة الثامنة : قد تقول أنني اعرف كل هذا ولكن لا أستطيع محاربة الوساوس خوفاً من الوقوع بالذنب وشدة تأنيب الضمير لخطأ في وضوء أو تقصير في صلاة . ونقول هل تريد أن تستمر تحت تأثير هذا الشيطان وتلاعبه وإستغلاله لتأنيب الضمير لديك بصورة سلبية طوال حياتك أم أنك تتجاهله لفترة قصيرة تضمن لك القضاء الكامل عليه !!! عليك أن تؤمن بأن الوسوسة ولدت مع الشيطان الرجيم لذلك عليك أن تضعها في صندوق الأفكار السيئة التي أعتاد العقل على أن ينبذها تماماً ويستبعدها عن دائرة التفكير .

(( الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً )) النساء (76)



وفقكم الله لكل خير ببركة وسداد أهل البيت عليهم السلام




(يا علي يا علي يا علي)







آخر تعديل السيد الحيدري يوم 06-26-2014 في 01:17 AM.
  رد مع اقتباس