عرض مشاركة واحدة
قديم 07-09-2015, 03:39 PM   رقم المشاركة : 1
المهدي طاووس أهل الجنة
مـراقـبة أولـى ( شؤون إدارية )







المهدي طاووس أهل الجنة غير متواجد حالياً

افتراضي طريق التوبة عن المعاصي

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجل فرجهم ياكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

طريق التوبة عن المعاصي

تنقسم إلى أقسام ثلاثة:
أحدها ـ ترك الطاعات الواجبة: من الصلاة، والصوم، والزكاة، والخمس والكفارة وغيرها. وطريق التوبة عنها: أن يجهتد في قضائها بقدر الامكان.
وثانيا ـ المحرمات التي بين العبد وبين الله، اعني المنهيات التي هي حقوق الله: كشرب الخمر، وضرب المزامير، والكذب، والزنا بغير ذات بعل. وطريق التوبة عنها: أن يندم عليها، ويوطن قلبه على ترك العود إلى مثلها أبداً.
وثالثها ـ الذنوب التي بينه وبين العباد، وهي المعبر عنها بحقوق الناس، والأمر فيها أصعب وأشكل، وهي إما في المال، أو في النفس، أو في العرض، أو في الحرمة، أو الدين:
فما كان في (المال): يجب عليه أن يرده إلى صاحبه إن أمكنه، فان عجز عن ذلك لعدم أو فقر، وجب أن يستحل منه، وإن لم يحله أو عجز عن الايصال لغيبة الرجل غيبة منقطعة أو موته وعدم بقاء وارث له، فليتصدق عنه إن أمكنه.
والا فعليه بالتضرع والابتهال إلى الله أن يرضيه عنه يوم القيامة، وعليه بتكثير حسناته وتكثير الاستغفار له، ليكون يوم القيامة عوضاً عن حقه.
وما كان في (النفس): فان كانت جناية جرت عليه خطأ وجب أن يعطى الدية، وان كان عمداً وجب عليه أن يمكن المجني عليه أو اولياءه مع هلاكه من القصاص حتى يقتص منه، أو يجعل في حل، وان عجز عن ذلك فعليه بكثرة إعتاق الرقاب.
وما كان في (العرض): بأن شتمه، أو قذفه، أو بهته، أو اغتابه، فحقه أن يكذب نفسه عند من قال ذلك لديه، ويستحل من صاحبه مع الامكان، إن لم يخف تهديده وزيادة غيظه وهيجان فتنته من اظهاره، فان خاف ذلك، فليكثر الاستغفار له، ويبتهل إلى الله أن يرضيه عنه يوم القيامة.
وما كان في (الحرمة): بأن خان مسلماً في اهله وولده أو نحوهما، فلا وجه للاستحلال، إذ اظهار ذلك يورث الغيظ والفتنة، لأن من له شوب الرجولية لا يمكن أن يحل من خان في حرمته ووطأ زوجته، كيف ولو أحله ورضى بذلك كان فيه عرق من الدياثة، فاللازم لمثله أن يكثر التضرع والابتهال إلى الله المتعال، ويواظب على الطاعات والخيرات الكثيرة لمن خانه في مقابلة خيانته، وإن كان حياً فليفرحه بالاحسان والانعام وبذل الأموال، ويكرمه بالخدمة وقضاء الحوائج، ويسعى في مهماته واغراضه، ويتلطف به، ويظهر من حبه والشفقة عليه ما يستميل به قلبه، فإذا طاب قلبه بكثرة تودده وتلطفه، فربما سمحت نفسه في القيامة بالاحلال.
وما كان في (الدين): بأن نسب مسلماً إلى الكفر أو الضلالة أو البدعة. فليكذب نفسه بين يدي من قال ذلك عنده، ويستحل من صاحبه مع الامكان، وبدونه فليستغفر له ويكثر الابتهال إلى الله ليرضيه عنه يوم القيامة.
ومجمل ما يلزم في التوبة عن حقوق الناس: ارضاء الخصوم مع الامكان، وبدونه التصدق وتكثير الحسنات والاستغفار، والرجوع إلى الله بالتضرع والابتهال، وليرضيهم عنه يوم القيامة، ويكون ذلك بمشية الله، فلعله إذا علم الصدق من قلب عبده، ووجد ذله وانكساره، ترحم عليه وأرضى خصماءه من خزانة فضله، فلا ينبغي لأحد أن ييأس من روح الله.
كتاب جامع السعادات للنراقي ج3












آخر تعديل المهدي طاووس أهل الجنة يوم 06-28-2020 في 04:55 AM.
  رد مع اقتباس