الفصل الأول:
قبل أن يرزقني الله زوجاً كنت إنسانة مؤمنة،أعيش على طهارة دائماً على وضوء لا أستطيع تركه حتى في البرد القارس..أصلي الليل وأحافظ على صلاتي المفروضة..لا أؤخرها عن وقتها
أذكر الله في سكناتي وحركاتي،في السر والعلانية
كان الله دائماً في قلبي وقلبي ينبض بحبه وحنانه
أقرب إلي من حبل الوريد..
( حبل الوريد يسمى بالأنجليزية الشريان السباتي common carotid arteries) هو أحد الشرايين الرئيسية المنبثقة عن قوس الأبهر والذي يجري جانب الرقبة ليزود الرأس والدماغ بالدم).
لم أكن أداوم على التسبيحات فقلبي كان دائماً في محضر الله تعالى يذكره في كل الأوقات..
عند جلوسي مع أهلي وأحبابي أتذكره.. لا أستطيع أن أفارقه..قلبي يستوحش إذا فارقته
عند ذهابي إلى السوق أتذكر.. حتى يبقى الله دائماً ذكره في قلبي
أؤنس بذكره
يجيبني إذا سألته..لم يخيبني قط..ما طلبت منه شيئاً إلا أعطاني بفضله وكرمه وتحننه علي..حتى عرف الجميع عني (دعائها مستجاب) بحمد الله ومنه وفضله علي، كنت عندما أطلب من الله متيقنة الإجابة كالطفل الذي يذهب إلى أمه عطشان يريد ماءً فتسقيه كأساً من الماء العذب..
حتى من كنت أدعو لهم وكنت أدعو للمؤمنين كثيراً، كنت أرى قضاء حاجتي أن الله أعطاهم ما يتمنون..
بعد عشقي لله..عشقي لمولاتي وأمي فاطمة الزهراء عليها السلام روحي فداها..لم تكن تفارق مخيلتي..حبها هي عروق قلبي..فكنت إذا ذهبت في السيارة وأنا أشاهد من النافذة فتقع عيني على محل يحمل أسم الزهراء عليها السلام فتدمع عيناي..وأشعر بنور خفي دخل قلبي..
أشعر بها في كياني ألتمس نورها..أبكي بحرقة لأراها وأضع رأسي بين أحضانها..وهي تمسح على رأسي بيديها الناعمتين..
كنت أتألم وتقسو علي الحياة أشكو إليها أحزاني..وأشعر بها تكفكف دموعي..وتمسح على قلبي لتزيل عني الحزن ..
أشعر بوجودها حولي..
أكلمها تسمعني.. تنظر إلي نظرة رحمة ..رفق..عطف..رضى ..حب
أكتب إليها أعذب الكلمات من خواطر قلبي..
يالها من ساعات... وأيام...وشهور.. ودقائق..ولحظات.....
قضيتها في حب الله..وفي جوار الله
كانت روحي ترفرف دائما في جوار الله تعالى..
ولكن ....
يتبع....