بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل بيته الطيبين الطاهرين و عجل فرجهم يا كريم
السلام عليكم
إن من لطائف الله علينا تعريفنا بكافة مقومات الوهيته و صفاته تقدست اسماؤه ، و جعلنا مخيرين بين السير اليه باتباع طريق الحق او تركه و اختيار الباطل مع مراعاة العاقبة و ما سيجره السير في اي الطريقين على سالكها .
ما يزال البعض يرى صعوبة في فهم الله عز و جل لما له من صفات لا يمكن لعقل الانسان القاصر الوصول اليها نظرا لقدراته البسيطة التي يتحلى بها ، مع مراعاة مسألة معرفة مقدار النفس الانسانية و قدراتها التي اودعها الله عز و جل اياها و اذا اراد الانسان معرفتها بحث عنها و ايقضها في نفسه كما يقول اهل البيت عليهم السلام : ( من عرف نفسه فقد عرف ربه ) و ما ذكرت سابقا ليس سوى وجه من وجوه ماهية هذا الحديث.
فمثلا عظمة الله عز و جل التي ذكرت في الكتب السماوية و الاحاديث القدسية و ما الهم به الانبياء عليهم السلام نجد معها بساطة و تواضعا عظيما و رحمة لا يمكن للمخلوقات مجاراته دون ان يكون له – عز و جل – في ذلك اي تناقض او تضارب في الصفات- و هذا ما نجده في عدة مواضع اذكر منها قوله تعالى في سورة ياسين المباركة : (( ألم اعهد اليكم يا بني آدم ان لا تعبدوا الشيطان انه لكم عدوا مبين ، و ان اعبدوني هذا صراط مستقيم )) ففي هذه الآية المباركة نجد العظمة و القدسية كلها تقدم عتبا على المخلوق الذي يمثل الحقارة و المسكنة كلها لعدم اتباع طريق الحق الالهي الذي بعث الله عز و جل الانبياء لتعريف غير المؤمنين بوجوده و صفاته التي تجعل البشر يؤمنون به دون الحاجة لرؤيته و تنبيههم الى ان كل مخلوقاته دالة على عظمته و هذا ما يراه الرسول صلى الله عليه و آله و سلم و امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه سلام الله و باقي اهل البيت سلام الله عليهم فضلا عن المؤمنين كما جاء في دعاء الصباح لامير المؤمنين : ( يا من دل على ذاته بذاته ) و المقصود بـ ( يا من دل على ذاته بذاته) ان جميع ما خلقه يدل على وجوده عز و جل لما تتمتع به المخلوقات من دقة و اعجاز في الخلق و تدبير الامور و الرعاية و المراقبة و غيرها من دلائل رحمة الله .
نسألكم الدعاء
و صل اللهم على محمد و آل بيته الطيبين الطاهرين و عجل فرجهم يا كريم