مركز نور السادة الروحي
         
 
     

:: مركز نور السادة الروحي ليس لديه أي مواقع آخرى على شبكة الأنترنت، ولا نجيز طباعة ونشر البرامج والعلاجات إلا بإذن رسمي ::

::: أستمع لدعاء السيفي الصغير  :::

Instagram

العودة   منتديات نور السادة > نـور السـادة لمحـاسن الأخـلاق > نور فضائـــل الأخــلاق
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

نور فضائـــل الأخــلاق (( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ))

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 08-23-2014, 05:09 PM   رقم المشاركة : 1
المهدي طاووس أهل الجنة
مـراقـبة أولـى ( شؤون إدارية )







المهدي طاووس أهل الجنة غير متواجد حالياً

افتراضي الغيبة (2)

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجل فرجهم ياكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


لا تنحصر الغيبة باللسان

اعلم ان الغيبة لا تنحصر باللسان، بل كل ما يفهم نقصان الغير، و يعرف ما يكرهه فهو غيبة، سواء كان بالقول او الفعل، او التصريح او التعريض او بالاشارة و الايماء، او بالغمز و الرمز، او بالكتابة و الحركة، و لا ريب في ان الذكر باللسان غيبة محرمة. لتفهيمه الغير نقصان اخيك و تعريفه بما يكرهه، لا لكون المفهم و المعرف لسانا، فكل ما كان مفهما و معرفا فهو مثله.

فالغيبة تتحقق باظهار النقص بالفعل و المحاكاة، كمشية الاعرج، بل هو اشد من الغيبة باللسان، لانه اعظم في التصوير و التفهيم منه، و بالايماء و الاشارة،
و قد روي: «انه دخلت امراة على عائشة، فلما ولت، اومات بيدها انها قصيرة. فقال رسول الله-صلى الله عليه و آله-قد اغتبتها» .

و بالكتابة، اذ القلم احد اللسانين، و بالتعريض، كان يقول: الحمد لله الذي لم يبتلنا بالدخول على الظلمة، و التبذل في طلب الجاه و المال، او يقول: «نعوذ بالله من قلة الحياء، و نساله ان يعصمنا منه، معرضا في كل ذلك بمن ارتكب ذلك، فيذكره بصيغة الدعاء، و ربما قدم مدح من يريد غيبته، ثم اتبعه باظهار عيبه، كان يقول: لقد كان فلان حسن الحال، و لكنه ابتلى بما ابتلى به كلنا من سوء الحال، و هو جمع بين الرياء و الغيبة، و مدح نفسه بالتشبه بالصلحاء في ذم انفسهم.

و من المغتابين المنافقين من يظهر في مقام غيبة مسلم الاغتمام و الحزن من سوء حاله، كان يقول: لقد ساءني ماجرى على صديقنا فلان من الاهانة و الاستخفاف، او ارتكابه معصية كذا، فنسال الله ان يجعله مكرما او يصلح حاله، او يقول: قد ابتلى ذلك المسكين بآفة عظيمة، تاب الله علينا و عليه. و هو كاذب في ادعائه الحزن و الكآبة، و في اظهار الدعاء، اذ لو اغتم لاغتم باظهار ما يكرهه ايضا، و لو قصد الدعاء لاخفاه في خلواته، فاظهار الحزن و الدعاء ناش عن خبث ‏سريرته، و هو يظن انه ناش عن صفاء طويته، هكذا يلعب الشيطان بمن ليس له قوة البصيرة بمكائد اللعين و تلبيساته، فيسخر بهم و يضحك عليهم، و يحبط اعمالهم بمكائده، و هم يحسبون انهم يحسنون صنعا.

و ربما ذكر بعض المغتابين عيب مسلم و لم يتنبه له بعض الحاضرين، فيقول اسماعا له و اعلاما لما يقوله: «سبحان الله ما اعجب هذه! » حتى يتوجه اليه و يعلم ما يريد، فيستعمل اسم الله آلة لتحقيق خبثه.

ثم المستمع للغيبة احد المغتابين، كما ورد به الخبر (1) . و قد دل ذلك ايضا ما تقدم من حديث الشيخين، و ما روى: «انه صلى الله عليه و آله لما رجم ما عزا في الزنا، قال رجل لآخر: هذا اقعص كما يقعص الكلب.
فمر النبي صلى الله عليه و آله معهما بجيفة، فقال: انهشا من هذه الجيفة، فقالا: يا رسول الله ننهش جيفة! فقال: ما اصبتما من اخيكما انتن من هذه‏» . فجمع بينهما، مع ان احدهما كان قائلا و الآخر مستمعا.


و هو اما لا يسر باستماعها، الا انه لا ينكرها باللسان و لا يكرهها بالقلب، او يسر و يفرح باستماعها، الا ان النفاق و التزهد حملاه على عدم التصديق، و ربما منع منها رياء و تزهدا، مع كونه مشتهيا لها بقلبه، و ربما توصل بالحيل المرغبة للمغتاب في زيادة الغيبة. مع التباس الامر عليه بانه يشتهيها، مثل ان يظهر التعجب و يقول: عجبت منه ما علمت انه كذلك و ما عرفته الى الآن الا بالخير، و كنت احسب فيه غير هذا عافانا الله من بلائه.

فان ذلك تصديق للمغتاب، و باعث لزيادة نشاطه في الغيبة، فكانه يستخرج منه الغيبة بهذا الطريق.
و الحاصل ان المستمع لا يخرج عن اثم الغيبة الا بان ينكر بلسانه، او يقطع الكلام بكلام آخر، او يقوم من المجلس، و ان لم يقدر على شي‏ء من ذلك، فلينكر بقلبه، و ان قال بلسانه: اسكت، و هو يشتهيه بقلبه فذلك نفاق، و لا يخرجه من الاثم ما لم يكرهه بقلبه.

و مع عدم الخوف لا يكفي ان يشير باليد او حاجبه او جبينه، اي اسكت، اذ ذلك استحقار للمذكور، مع انه ينبغي ان يعظمه فيذب عنه صريحا.

روي عن النبي صلى الله عليه و آله: «من اذل عنده مؤمن و هو يقدر على ان ينتصر له فلم ينصره، اذله الله يوم القيامة على رؤس الخلائق‏» .
و روي عنه صلى الله عليه و آله : «من رد عن عرض اخيه بالغيب، كان حقا على الله ان يرد عن عرضه يوم القيامة‏» .
و روي عنه صلى الله عليه و آله: «من ذب عن عرض اخيه بالغيب، كان حقا على الله ان يعتقه من النار» .
و روي عنه صلى الله عليه و آله: «من رد عن عرض اخيه، كان له حجابا من النار» .
و روي عنه صلى الله عليه و آله : «ما من رجل ذكر عنده اخوه المسلم، و هو يستطيع نصره و لم بكلمة و لم ينصره، الا اذله الله عز و جل في الدنيا و الآخرة. و من ذكر عنده اخوه المسلم فنصره، نصره الله في الدنيا و الآخرة‏» .
و روي عنه -صلى الله عليه و آله-: «من حمى عرض اخيه المسلم في الدنيا، بعث الله له ملكا يحميه يوم القيامة من النار» .
و روي عنه -صلى الله عليه و آله-: «من تطول على اخيه فى غيبته، سمعها عنه في مجلس فردها، رد الله عنه الف الف باب من الشر في الدنيا و الآخرة و ان لم يردها و هو قادر على ردها، كان عليه كوزر من اغتابه سبعين مرة‏»
و روي عن الباقر عليه السلام «من اغتيب عنده اخوه المؤمن فنصره و اعانه، نصره الله في الدنيا و الآخرة، و من لم ينصره و لم يدفع عنه و هو يقدر على نصرته و عونه، الا خفضه الله في الدنيا و الآخرة‏» . و بهذه المضامين اخبار كثيرة اخر.

.................................................. ....
(1) اشارة الى ما رواه الشيخ ابو الفتوح الرازي في تفسيره، عن رسول الله -صلى الله عليه و آله-انه قال: «المستمع احد المغتابين‏» . و الى قول امير المؤمنين -عليه السلام- «السامع للغيبة احد المغتابين‏» . (بحار الانوار) : 4 مج 15 179.


مقتطفات من كتاب جامع السعادات للنراقي ج2 ...


وفقكم الله تعالى لكل خير ببركة وسداد أهل البيت عليهم السلام







  رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن 09:06 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.