مركز نور السادة الروحي
         
 
     

:: مركز نور السادة الروحي ليس لديه أي مواقع آخرى على شبكة الأنترنت، ولا نجيز طباعة ونشر البرامج والعلاجات إلا بإذن رسمي ::

::: أستمع لدعاء السيفي الصغير  :::

Instagram

العودة   منتديات نور السادة > نـور السـادة أهل البيت (عليهم السلام) > نور أهل بيت النبوة وموضع الرسالة (عليهم السلام)
التسجيل التعليمـــات التقويم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 01-14-2013, 03:57 PM   رقم المشاركة : 1
روحٌ من نورالطاهرين
مـراقـبة عامة ( إرشاد ديني )
 
الصورة الرمزية روحٌ من نورالطاهرين








روحٌ من نورالطاهرين غير متواجد حالياً

افتراضي مناجاة السر لأرباب القلوب


بسم الله الرحمن الرحيم
الَلهّمّ صَلّ عَلَىَ محمد وآلمُحَّمدْالَطَيبيِن الطَاهرين الأشْرَافْ وَعجَّل فَرَجَهُم ياَكَرِيمَ.....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة...



قال بعض العارفين :
أرباب القلوب والمشاهدات قد انطق الله في حقهم كل ذرة في الأرض والسماوات بقدرته التي انطق بها كل شىء، حتى سمعوا تقديسها وتسبيحها وشهادتها على نفسها بالعجز، بلسان الواقع الذي هو ليس بعربي ولا أعجمي، وليس فيه حرف وصوت، ولا يسمعه أحد إلا بالسمع العقلي الملكوتي دون السمع الظاهر الحسي الناسوتي، وهذا النطق الذي لكل ذرة من الأرض والسماوات مع أرباب القلوب إنما هو (مناجاة السر)، وذلك مما لا ينحصر ولا يتناهى، فانها كلمات تستمد من بحر كلام الله الذي لانهاية له:

" قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مدداً "


ثم انها لما كانت مناجية بأسرار الملك والملكوت، وليس كل احد موضعاً للسر، بل صدور الأحرار قبور الأسرار، فاختصت مناجاتها بالأحرار من أرباب القلوب. وهم أيضاً لا يحكون هذه الأسرار لغيرهم، إذ إفشاء السر لؤم، وهل رأيت قط أميناً على اسرار الملك قد نوجى بخفاياه فينادى بها على الملا من الخلق، ولو جاز افشاء كل سر لما نهى النبي (ص) عن افشاء سر القدر، ولما خص أمير المؤمنين (ع) ببعض الأسرار، ولما قال (ص): " لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيراً " بل كان يذكر لهم ذلك حتى يبكون ولا يضحكون.

فاذن عن حكايات مناجاة ذرات الملك والملكوت لقلوب أرباب المشاهدة مانعان: (أحدهما) المنع عن إفشاء السر، (ثانيهما) خروج كلماتها عن الحصر والنهاية. ونحن نحكي في فعل الكتابة قدراً يسيراً من مناجاة بعض ما يرى أسباباً ووسائط، واقرارها بالعجز على انفسها، ليقاس عليه جميع الأفعال الصادرة عن جميع الأسباب والوسائط المسخرة تحت قدرة الله، ويفهم به على الاجمال وكيفية ابتناء التوكل عليه، ونرد لضرورة التفهم كلماتها الملوكتية إلى الحروف والأصوات، وإن لم تكن أصواتاً وحروفاً، فنقول:

قال بعض الناظرين عن مشكاة نور الله للكاغد، وقد رأى وجهه أسود بالحبر: " لم سودت وجهك وقد كان أبيض مشرقاً؟ ".

فقال: " ماسودت وجهي، وإنما سوده الحبر، فاسأله لم فعل كذا؟ ".

فسأل الحبر عن ذلك، فقال: " هذا السؤال على القلم الذي أخرجني من مستقري ظلماً ".

فسأل القلم، فأحاله إلى اليد والأصابع، وهي إلى القدرة والقوة، وهي إلى الارادة، معترفاً كل واحد منهم بعجز نفسه، وبكونه مقهوراً مسخراً تحت قهر المحال عليه من دون استطاعة لمخالفته.

ولما سأل الارادة، قال: " ما انتهضت بنفسي، بل بعثت على إشخاص القدرة وإنهاضها، وبحكم رسول قاهر ورد علي من حضرة القلب بلسان العقل، وهذا الرسول هو العلم، فالسؤال عن انتهاضي يتوجه على العقل والقلب والعلم".

ولما سألها قال (العقل): " أما أنا فسراج ما اشتعلت بنفسي ولكني اشعلت ".

وقال (القلب): " أما أنا فلوح ما انبسطت بنفسي ولكني بسطت ".

وقال (العلم): " أما أنا فنقش نقشت في لوح القلب لما أشرق سراج العقل، وما انتقشت بنفسي بل نقشني غيري، فسل القلم الذي نقشني ورسمني على لوح القلب بعد اشتعال سراج العقل ".

وعند هذا تحير السائل وقال: " ما هذا اللوح وهذا الخط وهذا السراج؟ فانى لا اعلم قلماً إلا من القصب، ولا لوحاً إلا من الحديد أو الخشب، ولا خطاً إلا بالحبر، ولا سراجاً إلا من النار. واني لأسمع في هذا المنزل حديث اللوح والقلم والخط والسراج، ولا اشاهد من ذلك شيئاً "

فقال له (العلم): " فاذن بضاعتك مزجاة، وزادك قليل، ومركبك ضعيف، والمهالك في الطريق الذي توجهت إليه كثيرة، فان كنت راغباً في استتمام الطريق إلى المقصد، فاعلم أن العوالم في طريقك ثلاثة: (أولها) عالم الملك والشهادة، ولقد كان الكاغد والحبر والقلم واليد والأصابع من هذا العالم، وقد جاوزت تلك المنازل على سهولة، (وثانيها) عالم الملكوت الأسفل وهو يشبه السفينة التي بين الأرض والماء، فلا هي حد اضطراب الماء، ولا هي في حد سكون الأرض وثباتها، والقدرة والارادة والعلم من منازل هذا العالم. (وثالثها) عالم الملكوت الاعلى، وهو من ورائي، فإذا جاوزتني انتهيت إلى منازله. وأول منازله القلم الذي يكتب به العلم على لوح القلب وفي هذا العالم المهامه الفسيحة والجبال الشاهقة والبحار المغرقة".

فقال له السائل السال: "قد تحيرت في امري ولست أدري اني اقدر على قطع هذا الطريق المخوف أم لا، فهل لذلك علامة أعرف بها تمكني على قطع هذا الطريق؟ ".

فقال: " نعم: افتح بصرك، واجمع ضوء عينك وحدقه نحوى، فان ظهر لك القلم الذي به يكتب في لوح القلب، فيشبه أن تكون أهلا لهذا الطريق، فان كل من جاوز الملكوت الأسفل وقرع أول باب من الملكوت الأعلى كوشف بالقلم. أما ترى النبي (ص) كوشف به وانزل عليه قوله تعالى:

" إقرأ باسم ربك الذي خلق... إلى قوله: إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم .

وهذا القلم قلم إلهي ليس بقصب ولا خشب. أو ماسمعت أن متاع البيت يشبه رب البيت؟ وقد علمت ان الله تعالى لاتشبه ذاته سائر الذوات فليس في ذاته بجسم ولا هو في مكان، فكذلك لا تشبه يده سائر الأيدي، ولا قلمه سائر الاقلام، ولا كلامه سائر الكلام، ولا خطه سائر الخطوط. بل هذه أمور إلهية من عالم الملكوت الاعلى، فليست يده من لحم وعظم ودم، ولا قلمه من قصب، ولا لوحه من خشب، ولا كلامه من صوت وحرف، ولا خطه من نقش ورسم ورقم، ولا حبره من زاج وعفص. فان كنت لا تشاهد هذا هكذا فأنت من أهل التشبيه والتجسم وما عرفت ربك إذ لو نزهت ذاته تعالى وصفاته عن ذات الاجسام وصفاتها ونزهت كلامه عن الحروف والاصوات، فما بالك تتوقف في يده وقلمه ولوحه وخطه، ولا تنزهها عن الجسمية والتشبيه بغيرها؟ ".

فلما سمع السائل السالك من العلم ذلك، استشعر قصور نفسه وفتح بصر بصيرته، بعد الابتهال إلى ربه، فانكشف له القلم الالهي، فإذا هو كما وصفه العلم، ما هو من خشب ولا قصب، ولا له رأس ولاذنب، وهو يكتب على الدوام في قلوب البشر اصنفاف العلم، فشكر العلم وودعه، وسافر إلى حضرة القلم الالهي، وقال له:

" أيها القلم! مالك تخط على الدوام في القلوب من العلوم ما تبعث به الارادات إلى انهاض القدرة وإشخاصها وصرفها إلى المقدورات؟ ".

فقال له (القلم الالهي): " أفنسيت ما رأيت في عالم الملك وسمعته من جواب القلم الآدمي حيث أحالك إلى اليد؟ فجوابي مثل جوابه، فانى مسخر تحت يد الله تعالى الملقبة: (يمين الملك)، فاسأله عن شاني فاني في قبضته وهو الذي يرددني، وأنا مقهور مسخر، فلا فرق بين القلم الاهلي والقلم الآدمى في معنى التسخير، وإنما الفرق في ظاهر الصورة ".

فقال السائل: " من يمين الملك؟ ".

قال القلم: " أما سمعت قوله تعالى:

" والسموات مطويات بيمينه ".

قال: " نعم: سمعته ".

قال: " والاقلام أيضاً في قبضته وهو الذي يرددها ".

فسافر السائل من عند القلم، إلى يمين، حتى يشاهده، ورأى من عجائبه ما يزيد على عجائب القلم، ورأى أنه يمين لا كالايمان، ويد لا كالايدي، واصبع لا كالاصابع، فرأى القلم متحركاً في قبضته، فسأله عن سبب تحريكه القلم

فقال: " جوابي ما سمعته من اليمين التي رأيتها في عالم الشهادة، وهو الحوالة على القدرة، إذ اليد لاحكم لها في نفسها، وإنما محركها القدرة ".

فسافر إلى عالم القدرة ورأى فيها من العجائب ما استحقر لاجلها ما قبلها فسألها عن سبب تحريكها اليمين.

فقالت: " إنما أنا صفة فاسأل القادر، إذ العهدة على الموصوف دون الصفة ".

وعند هذا كاد أن يزيغ قلب السائل، وينطلق بالجرأة لسان السؤال، فثبت بالقول الثابت ونودي من رواء سرادقات الحضرة:

" لايسأل عما يفعل وهم يسألون ".

فغشيته دهشة الحضرة، فخر صعقاً في غشيته مدة، فلما أفاق قال: "سبحانك! ما أعظم شأنك واعز سلطانك، تبت اليك وتوكلت عليك، وآمنت بأنك الملك الجبار الواحد القهار، فلا أخاف غيرك ولا أرجو سواك ولا أعوذ إلا بعفوك من عقابك، وبرضاك من سخطك، ومالي إلا أن أسألك واضرع اليك، وأقول:

(إشرح لي صدري) لأعرفك، (واحلل عقدةً من لساني) لأثنى عليك.

فنودى من وراء الحجاب: "إياك أن تطمع في الثناء، فان سيد الانبياء (ص) ما زاد في هذه الحضرة على أن قال: (سبحانك لا اثني ثناء عليك كما أنت أثنيت على نفسك). وإياك أن تطمع في المعرفة، فان سيد الاوصياء قال: (العجز عن درك الادراك ادراك، والفحص عن سر ذات السر إشراك). فيكفيك نصيباً من حضرتنا أنك عاجز عن ملاحظة جلالنا وجمالنا، وقاصر عن ادراك دقائق حكمنا وأفعالنا ".

فعند هذا رجع السائل السالك، واعتذر عن أسئلته ومعاتبته، وقال للقدرة واليمين والقلم والعلم والارادة والقدرة وما بعدها: " اقبلوا عذري فاني كنت غريباً جديد العهد بالدخول في هذه البلاد. والآن قد صح عندي عذركم وانكشف لي أن المتفرد بالملك والملكوت والعزة والجبروت هو الواحد القهار وما أنتم إلا مسخرون تحت قهره وقدرته، مرددون في قبضته، وهو الأول بالاضافة إلى الوجود، إذ صدر منه الكل على ترتيبه واحداً بعد واحد، وهو الآخر بالاضافة إلى سير المسافرين اليه، فانهم لايزالون مترقين من منزل إلى منزل إلى ان يقع الانتهاء إلى حضرته، فهو أول في الوجود وآخر في المشاهدة وهو الظاهر بالاضافة إلى من يطلبه بالسراج الذي اشتعل في قلبه بالبصيرة الباطنة النافذة في عالم الملكوت، وهو الباطن بالاضافة إلى العاكفين في عالم الشهادة الطالبين لادراكه بالحواس ".

وهذا هو التوحيد في الفعل للسالكين، الذين انكشف لهم وحدة الفاعل بالمشاهدة واستماع كلام ذرات الملك والملكوت، وهو موقوف على الايمان بعالم الملكوت والتمكن من المسافرة إليه واستماع الكلام من أهله. ومن كان أجنبياً من هذا العالم ولم يكن له استعداد الوصول إليه ولم يمكنه ان يسلك السبيل الذي ذكرناه، فينبغي ان يرد مثله إلى التوحيد الاعتقادي الذي يوجد في عالم الشهادة، وهو ان يعلم ببعض الأدلة وحدة الفاعل، مثل ان يقال له: ان كل احد يعلم ان المنزل يفسد بصاحبين والبلد يفسد باميرين، فاله العالم ومدبره واحد، إذ:

" لو كان فيهما آلهة إلاّ الله لفسدتا "

فيكون ذلك على ذوق ما رآه في عالم الشهادة، فينغرس اعتقاد التوحيد في قلبه بهذا الطريق بقدر عقله واستعداده، وقد كلفوا الأنبياء ان يكلموا الناس على قدر عقولهم.

ثم الحق ان هذا التوحيد الاعتقادي إذا قوى يصلح ان يكون عماداً للمتوكل وأصلا فيه، إذ الاعتقاد إذا قوى عمل عمل الكشف في إثارة الأحوال إلا أنه في الغالب يضعف ويتسارع إليه الاضطراب، فيحتاج إلى من يحرسه بكلامه، وأما الذي شاهد الطريق وسلكه بنفسه، فلا يخاف عليه شيء من ذلك، بل لو كشف له الغطاء لما ازداد يقيناً وان كان يزداد وضوحاً.

(تنبيه) اعلم ان ما يبتني عليه التوحيد المذكور، أعني كون جميع الأشياء من الأسباب والوسائط مقهورات مسخرات تحت القدرة الأزلية ظاهر. وسائر ما أوردنا في هذا المقام مما

ذكره أبو حامد الغزالي وتبعه بعض أصحابنا " ولا اشكال فيه إلا في أفعال الإنسان وحركاته"

فان البديهة تشهد بثبوت نوع اختيار له، لأنه يتحرك ان شاء ويسكن ان شاء، مع أنه لو كان مسخراً مقهوراً في جميع أفعاله وحركاته، لزم الجبر ولم يصح التكليف والثواب والعقاب. ولتحقيق هذه المسألة موضع آخر، ولا يليق ذكرها هنا. والحق ان كل ما قيل فيها لا يخلو عن قصور ونقصان، والأولى فيها السكوت والتأدب بآداب الشرع.

المصدر/ "جامع السعادات" لشيخ الجليل محمد مهدي النراقي.

وفقنا الله وإياكم وقضى حوائجكم وبلغكم من الدنيا والآخرى أفضل آمالكم ببركة محمد وآل محمد الطيببين الطاهرين.







التوقيع

بسم الله الرحمن الرحيم


مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوامَا عَاهَدُوااللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُوَمَابَدَّلُواتَبْدِيلاً

اَللّـهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ الْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلى آبائِه في هذِهِ السَّاعَةِ وَفي كُلِّ ساعَة
وَلِيّاً وَحافِظاً وَقائِداً وَناصِراً وَدَليلاً وَعَيْنا حَتّى تُسْكِنَهُ اَرْضَكَ
طَوْعاً وَتُمَتِّعَهُ فيها طَويلاً .. برحمتك يا أرحم الراحمين


  رد مع اقتباس
قديم 06-23-2013, 08:09 PM   رقم المشاركة : 2
وردة ح
موالي جديد
 
الصورة الرمزية وردة ح







وردة ح غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مناجاة السر لأرباب القلوب

اللهم صلى ع محمد والمحمد و عجل فرجهم ياكريم
موفقين لكل خير







  رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن 05:13 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.